وابتهج ويل لأنه استطاع أن يجيب بصدق بأنه لم يعلم، فلم ينبئه بهذا الرفض الأخير جو ألديهايد أو الراني. وعاد إلى حديثه يقول، ليس بكل الصدق: عملي يتعلق بقسم لباب الأخشاب وليس بقسم البترول. ثم كانت فترة سكون، وأخيرا سأل: ما وضعي هنا؟ أجنبي غير مرغوب فيه؟ - على كل حال - لحسن الحظ - أنت لست من بائعي الأسلحة.
قالت سوزيلا: ولست مبشرا. - ولست من رجال البترول؛ وإن كنت في هذا الصدد قد تعد مذنبا لارتباطك بهم. - ولست فيما نعلم باحثا عن اليورانيوم.
قال الدكتور روبرت: هؤلاء بالدرجة الأولى هم غير المرغوب فيهم. أما كصحافي فأنت في المرتبة الثانية. لست مطلقا الرجل الذي نحلم بدعوته إلى بالا. ولكنك كذلك لست الرجل الذي أفلح في الوصول إلى هنا ونطلب إبعاده فورا.
قال ويل: أحب أن أبقى هنا بمقدار ما يسمح القانون. - هل لي أن أسألك لماذا؟
تردد ويل؛ فباعتباره وكيلا سريا لجو ألديهايد ومراسلا صحافيا يهوى الأدب هواية قصوى كان لا بد له أن يطيل من مقامه ما استطاع لكي يتفاوض مع باهو ويكتسب سنة التحرر التي وعد بها. ولكن كانت هناك أسباب أخرى يمكن الإباحة بها فقال: أقول لك إذا لم يكن لديك اعتراض على الملاحظات الشخصية.
قال الدكتور روبرت: أفصح؟ - الواقع أنني كلما زادت معرفتي بكم اشتد حبي لكم. وأنا أريد أن أعرف المزيد عنكم. ثم أضاف إلى ذلك وهو يرمق سوزيلا بنظره: وفي غضون ذلك قد تتبين لي جوانب شائقة عن نفسي، حتام تسمحون لي بالبقاء؟ - الأمر الطبيعي أن نخرجك بمجرد ما تسمح لك صحتك بالسفر. أما إن كنت شديد الحفاوة ببالا - وإن كنت فوق ذلك شديد الاهتمام بنفسك - فقد نطيل بقاءك قليلا. أم هل ذلك لا يجوز؟ ما رأيك يا سوزيلا؟ مع العلم بأنه يعمل فعلا مع لورد ألديهايد.
وكاد ويل أن يحتج ثانية بأن عمله يتعلق بقسم لباب الأخشاب. ولكن الألفاظ انحاشت في حلقه فلم ينبس ببنت شفة. ومرت ثوان فأعاد الدكتور روبرت السؤال.
فقالت سوزيلا أخيرا: نعم؛ لأننا لو سمحنا له بالبقاء كنا مخاطرين. ومن ناحيتي الشخصية أنا على استعداد لأن أخاطر. فهل أنا على صواب؟ والتفتت نحو ويل.
فضحك وحاول أن يجعل من الموضوع فكاهة وقال: أظن أن بوسعك أن تثقي في. على الأقل أرجو أن يكون ذلك بوسعك. ولشد ما كان ضيقه بنفسه وحيرته من أمره حينما شعر بالخجل. مم يخجل؟ وجه هذا السؤال إلى ضميره وهو على مضض. إذا كان هناك كسب لغير من يستحق فهو لشركة ستاندارد بكاليفورنيا. وإذا ما تقدم ديبا، فأي فارق عنده لمن يكون الامتياز؟ من تؤثر أن يلتهمك: ذئب أم نمر؟ إن الأمر لا يهم الحمل. وجو لن يكون أسوأ حالا من منافسيه. ومع ذلك فلكم تمنى لو أنه لم يتعجل بإرسال الخطاب الذي بعث به، ثم لماذا لم تتركه وشأنه تلك المرأة الشنيعة؟
وأحس من خلال الملاءة أن يدا تمس ركبته السليمة. وقد أكب عليه الدكتور روبرت وابتسم له.
Página desconocida