ومدت الراني يدها، وانحنى نحوها بكل الورع الذي يبديه كاثوليكي مخلص حينما يقبل خاتم الكاردينال، ثم اعتدل قائما والتفت إلى ويل. - أعتقد - وقد أكون مخطئا - أن مستر فارنبي يستطيع أن يحتملني لفترة قصيرة أخرى، فهل أبقى؟
وأكد له ويل أنه يسر لبقائه.
وقال مستر باهو للممرضة الصغيرة: وأرجو ألا يكون هناك اعتراض من الوجهة الطبية.
وقالت الفتاة بنغمة تدل عن وجود موانع قوية لا تقوم على أساس طبي: ليس من الوجهة الطبية.
وبمساعدة موروجان قامت الراني من فوق كرسيها منتصبة، ومدت يدها المحلاة بالجواهر وقالت بالفرنسية: إلى اللقاء يا عزيزي فارنبي. وابتسمت ابتسامة حلوة رأى فيها ويل الخطر الأكيد كل الخطر. - مع السلامة يا مدام.
واتجهت نحو الممرضة وربتت على خدها ومرقت من الغرفة، وتبعها موروجان كالقارب الصغير الذي يسير خلف سفينة كبرى منتفخة الشراع.
الفصل السادس
وبعد أن انغلق الباب وراءهما انفجرت الممرضة الصغيرة وقالت: يا إلهي!
وقال ويل: وأنا على اتفاق تام معك.
وتلألأ الضوء الفولتيري لحظة على وجه باهو الإنجيلي، وكرر قوله: يا إلهي! ثم أردف قائلا: ذلك ما تفوه به تلميذ إنجليزي عندما رأى الهرم الأكبر لأول مرة. والراني تترك في الرائي نفس الأثر؛ إنها أشبه بالأثر الضخم. وأخذ الضوء المتلألئ يختفي وعاد وجه باهو كوجه سافونارولا تماما لا لبس فيه، وأمست كلماته - بصورة واضحة - صالحة للنشر.
Página desconocida