وردت مداعبة بلطف: نعم كل الطريق يا ولدي. ثم أنزلت ذراعها المرفوعة وطوقت بها جسم الفتى النحيل ، وضمته - وهي في ثوبها الفضفاض - إلى صدرها الضخم، ثم أخلت سبيله، وقالت: استولت علي إحدى نزواتي. ولاحظ ويل أنها تحملك على الاستماع إلى لفظها «نزوة» بتأكيدها عليها في نطقها بطريقة خاصة. وبنفس طريقة التأكيد هذه قالت: إن صوتي الضعيف قال لي: اذهبي إلى زيارة الرجل الغريب الذي يقيم في بيت الدكتور روبرت. فسألت هذا الصوت الضعيف: هل أذهب الآن على الرغم من حرارة الجو؟ ونفد صبر صوتي الضعيف فرد قائلا: امسكي لسانك السخيف أيتها المرأة وافعلي كما تؤمرين. وها أنا ذا يا مستر فارنبي. وامتدت يدها يفوح منها شذى قوي من رائحة خشب الصندل، ثم تقدمت نحوه.
وانحنى ويل نحو أصابعها الغليظة المرصعة بالجواهر وتمتم بكلمات اختتمها بقوله: يا صاحبة السمو.
ونادت: باهو! باسمه المجرد من غير ألقاب مستغلة في ذلك حقها الملكي.
واستجابة لهذا النداء دخل الغرفة - بعد انتظار طويل لدوره - هذا الممثل الثانوي، وقدمته باسم صاحب السعادة عبد الباهو سفير راندنج: عبد البيير باهو (وتحدث بالفرنسية) لأن أمه كما قال كانت فرنسية ولكنه تعلم الإنجليزية في نيويورك.
وتصور ويل وهو يصافح يد السفير أنه شبيه بسافونارولا،
3
ولكنه سافونارولا بنظارة على إحدى عينيه وحلة قصها خائط في سافيل رو
4
بلندن.
وقالت الراني: باهو مستشار الكولونيل ديبا، أو ذهنه المفكر. - اسمحي لي يا صاحبة السمو، إنك أكثر رفقا بي منك بالكولونيل!
Página desconocida