وخرج اللفظ من بين أسنانه المطبقة وشفتيه اللتين كادتا ألا تتحركان. وبرز فكه الأسفل وبدا كفك المجرم في مسلسلة هزلية، وأبرقت عيناه في برود بين جفنين شبه مغمضين. وبدا في صورة مضحكة ومريعة في آن واحد. وقد أمسى أنطونيوس كاريكاتيرا لكل الأبطال الذين خلدتهم الصور من قديم الأزل.
وسأله ويل: من كان يدير البلاد حينما كنت قاصرا؟
وأجاب موروجان في ازدراء: ثلاث مجموعات من الرجعيين القدامى؛ مجلس الوزراء، ومجلس النواب، ثم مجلس الشورى الذي يمثلني أنا الراجا.
وقال ويل: مساكين هؤلاء الرجعيون القدامى، سوف يصدمون صدمة كبرى عما قريب.
وبروح الاستهتار التي اصطنعها في مرح شديد، ضحك ضحكة عالية وقال: كل أملي أن أكون هنا لأرى ما سوف يحدث.
وشاركه موروجان ضحكه، لا بوصفه قويا مرحا خبيثا. ولكن بمزاج مختلف وملامح متغيرة ظهرت فجاة تجعل من العسير عليه - كما أدرك ويل - أن يلعب دور البطل القوي، وإنما ضحك كالتلميذ الشرير الظافر الذي كان على صورته منذ لحظات، وكرر قوله سعيدا: ستكون صدمة حياتهم. - وهل وضعت خططا معينة؟
قال موروجان: قطعا. وبحركات وجهه أخلى التلميذ الشرير المنتصر مكانه لرجل السياسة، الرزين الذين يصطنع الدماثة عندما يعقد مؤتمرا صحافيا. ستكون الأولوية لتحديث هذا المكان. انظر إلى ما استطاعت راندنج أن تفعله بسبب نصيبها الذي تحصل عليه من عائد البترول.
وسأله ويل بتلك اللهجة الساذجة التي تنم عن جهل مطبق والتي علمته التجارب الطويلة أنها خير وسيلة لاستخراج المعلومات من السذج وممن يظنون بنفسهم الأهمية الشخصية: وهل لا تحصل بالا على نصيب من عائد البترول؟
قال موروجان: لا تحصل على قرش واحد. مع أن الطرف الجنوبي من الجزيرة يطفح بالبترول. وإذا استثنينا عددا قليلا من الآبار التافهة التي يستهلك بترولها محليا فإن الرجعيين القدامى لا يحركون ساكنا، بل إنهم لا يسمحون لغيرهم أن يفعل شيئا. وتملك الغضب موروجان السياسي، ونم صوته كما نمت ملامحه الآن عن البطل القوي، وأردف قائلا: لقد تقدمت عروض كثيرة من مختلف الجهات؛ من شركة بترول جنوب شرقي آسيا، ومن شل، والشركة الهولندية الملكية، وشركة ستاندارد في كلفورنيا. ولكن هؤلاء الغافلين لا يعيرونها آذانا مصغية. - وهل لا تستطيع أن تغريهم بالإصغاء؟
وقال البطل القوي: سأرغمهم على الإصغاء.
Página desconocida