106

وضحكت سوزيلا وقالت: لم أكن مضطرة لحسن الحظ أن أقوم معك بكل هذه الإشارات، في مثل هذا الجو! إني معجبة حقا بالدكتور أندرو، والتخدير بهذه الإشارات يستغرق أحيانا ثلاث ساعات. - ولكنه أفلح في النهاية؟ - وانتصر. - وهل أجرى العملية فعلا؟

قال الدكتور ماك فيل: نعم أجراها. ولكن ليس في التو؛ فلقد أعد لها إعدادا طويلا. وقد بدأ الدكتور أندرو بأن أوعز إلى مريضه بأنه سوف يستطيع منذ ذلك الحين أن يبتلع بغير ألم، وفي خلال الأسابيع الثلاثة التالية تولى إطعامه، وفيما بين الوجبة والوجبة كان يدخله في غيبوبة ويبقيه نائما حتى يحل موعد الوجبة التالية. ما أعجب ما يقدمه جسم المرء لصاحبه إذا هو أعطاه الفرصة. استرد الراجا اثني عشر رطلا وأحس كأنه رجل آخر، رجل آخر مليء بالثقة والأمل المتجدد. وعرف أنه سوف يجتاز المحنة، وكذلك أيضا عرف الدكتور أندرو. وبينما كان الدكتور يقوي من إيمان الراجا كان في الوقت عينه يقوي من إيمانه الشخصي، ولم يكن إيمانا أعمى؛ فقد كان على ثقة تامة من أن العملية سوف تحظى بالنجاح. ولكن هذه الثقة التي لم تتزعزع لم تمنعه من أن يفعل كل ما يمكن أن يعاون على نجاحها؛ فمنذ بداية ما اتخذ من إجراء كان يستغل الغيبوبة، وكان يقول لمريضه إن هذه الغيبوبة تشتد عمقا يوما بعد يوم، وسوف تكون في يوم العملية أعمق منها في أي وقت سبق، وكذلك سوف يطول أمدها. وكان يؤكد للراجا أنه سوف ينام أربع ساعات كاملة بعد انتهاء العملية، ولن يحس أدنى ألم بعد أن يفيق. وقد عبر الدكتور أندرو عن هذه التأكيدات بمزيج من الشك المطلق والثقة التامة؛ ذلك أن العقل وخبراته الماضية كانت تؤكد له أن ذلك كله من ضروب المستحيل. ولكن الخبرة الماضية أثبتت غير ذلك في هذه الحالة التي يعالجها؛ فلقد حدث المستحيل فعلا عدة مرات، ولم يكن ثمت ما يدعو إلى ألا يتكرر وقوع المستحيل. المهم هو أن «يقول» إنه سوف يحدث؛ لهذا قال به مرة بعد أخرى. كل ذلك حسن، وخير منه ابتداعه فكرة إجراء التجربة. - أي تجربة؟ - تجربة الجراحة؛ فقد أدى إجراءاتها ست مرات. وكانت التجربة الأخيرة صبيحة يوم العملية؛ في السادسة صباحا جاء الدكتور أندرو إلى غرفة الراجا، وبعدما بادله حديثا مرحا قصيرا بدأ في إجراء إشاراته. وبعد بضع دقائق استغرق المريض في غيبوبة عميقة، وأخذ الدكتور أندرو في وصف ما كان مقدما على أدائه خطوة خطوة. ولمس عظم الخد عند العين اليمنى للراجا وقال له: سأبدأ بمط الجلد وبهذا المشرط (وسير فوق الخد طرف قلم من الرصاص) أشق الجلد، ولن تحس ألما بطبيعة الحال؛ لا مشقة على الإطلاق. عندئذ أقطع الأنسجة السفلى ولن تشعر بأي شيء بتاتا. ما عليك إلا أن تستلقي هنا، في سبات مريح أثناء قيامي بقطع الخد حتى الأنف. وبين الفينة والفينة أتوقف قليلا، أتوقف قليلا لأربط أحد الأوعية الدموية، ثم أواصل العمل. وبعدما أنتهي من هذا الجزء من العمل أكون على استعداد لأبدأ في الورم الذي تقع جذوره في تحويف العظم وقد امتد إلى أعلى تحت عظم الخد حتى بلغ محجر العين ثم إلى أسفل حتى المريء، وبعدما أنزع الورم تكون مستلقيا هنا كما كنت لا تحس شيئا، في أتم شعور بالراحة، مسترخيا استرخاء كاملا، وعندئذ أرفع رأسك. وطابق الدكتور أندرو بين حركاته وكلماته ورفع رأس الراجا وأمالها إلى الأمام فوق عنقه المرتخي وقال: أنا أرفع الرأس وأثنيه لكي تتخلص من الدماء التي سالت في فمك وحلقك. وقد تسرب شيء من الدم في القصبة الهوائية، فعليك أن تسعل قليلا لتتخلص منه، ولن يوقظك هذا من نومك. وسعل الراجا مرة أو مرتين. وبعدما أرخى الدكتور أندرو قبضته سقط الرأس فوق الوسادة والمريض ما يزال مستغرقا في نومه . «ولن تختنق حتى وأنا أعمل في الطرف الأسفل من ورم المريء .» وفتح الدكتور أندرو فم الراجا ودفع بإصبعين في حلقه. الأمر كله لا يعدو مجرد النزع. وليس في ذلك ما يجعلك تختنق. وإذا لزمك أن تطرد الدم بالسعال فأنت تستطيع ذلك أثناء النوم، نعم أثناء نومك، هذا النوم العميق العميق. - تلك كانت نهاية التجربة. وبعد عشر دقائق بعدما قام ببضع إشارات أخرى وأوحى إلى مريضه أن يعمق من نومه، شرع في إجراء العملية. مط الجلد، وشقه، وشرح الخد، وقطع الورم من جذوره في التجويف العظمي. واستلقى الراجا مكانه مسترخيا تماما، ثابت النبض معتدلا فيه وهو في الخامسة والسبعين، ولم يحس ألما أكثر مما أحس والطبيب يجري له تجربة العملية ويوهمه بإجرائها. وأعمل الدكتور أندرو مبضعه في الحلق ولم يحدث أي اختناق، وتدفق الدم في القصبة الهوائية، وسعل الراجا ولم يتيقظ. وبعدما انتهت العملية بأربع ساعات كان لا يزال نائما، وفي اللحظة المقدرة تماما فتح عينيه وابتسم للدكتور أندرو من خلال ضماداته، وسأل بعاميته الإنجليزية الرتيبة متى تبدأ العملية. وبعد إطعامه وغسله، قام الدكتور بإجراء بضع إشارات أخرى وأوحى إليه أن ينام أربع ساعات أخرى وأن يبرأ بسرعة. ساعة من الغيبوبة كل يوم، وثمان ساعات من الصحو. وكاد الراجا ألا يحس ألما من أي نوع. وعلى الرغم من ظروف التلوث التي أجرى الطبيب فيها العملية، والتي كان يجدد فيها الغيارات، التأمت الجروح دون تقيح، وكاد الدكتور أندرو ألا يصدق عينيه وقد تذكر الأهوال التي شهدها في مصحة أدنبره، وما هو أشد منها في عنابر الجراحة في مدراس. وكانت هذه فرصة ثانية بالنسبة إليه تثبت له ما يمكن أن يفعله المغناطيس الحيواني. وكانت كبرى بنات الراجا في شهرها التاسع من حملها الأول، فأرسلت الراني في طلب الدكتور أندرو متأثرة بما قام به لزوجها، وألفاها جالسة مع فتاة ضعيفة مرتاعة في السادسة عشرة من عمرها لا تتحدث إلا قليلا من العامية الإنجليزية المتعثرة التي مكنتها من أن تقول له إنها سوف تموت هي ووليدها. أكدت لها ذلك ثلاثة طيور سوداء حلقت في طريقها في ثلاثة أيام متتالية. ولم يحاول الدكتور أندرو أن يجادلها، بل طلب إليها أن تستلقي، ثم بدأ يؤدي إشاراته. وبعد عشرين دقيقة استغرقت الفتاة في غيبوبة عميقة، وأكد لها الدكتور أندرو أن الطيور السوداء في بلده تبشر بالخير، وهي علامة على الميلاد والرفاء، سوف تلد طفلها بسهولة وبغير ألم، نعم، بغير ألم مثلما فعل والدها أثناء العملية الجراحية. ووعدها بانعدام الألم بتاتا. - وبعد ثلاثة أيام، وبعد ثلاث أو أربع ساعات من الإيحاء المركز، حدث كل شيء كما توقع، ولما تيقظ الراجا ليتناول طعام العشاء ألفى زوجته إلى جواره، وقالت له: لنا الآن حفيد وابنتنا في صحة جيدة. ولقد قال الدكتور أندور إنك غدا يمكن أن تنقل إلى غرفتها لكي تبارك لها ولطفلها. وبعد شهر حل الراجا مجلس الوصاية وعاد إلى ممارسة سلطاته الملكية، شاكرا للرجل الذي أنقذ حياته وأنقذ حياة ابنته كذلك (وكانت الراني مقتنعة بذلك كل الاقتناع) وعين الدكتور أندرو كبيرا لمستشاريه. - ولذلك لم يعد إلى مدراس؟ - لا إلى مدراس، ولا حتى إلى لندن، وبقي هنا في بالا. - وحاول أن يغير لهجة الراجا؟ - كما حاول - وبدرجة أكبر من النجاح - أن يغير مملكة الراجا. - إلى أية صورة من الصور؟ - ذلك هو السؤال الذي لم يكن بوسعه أن يجيب عنه. في الأيام البعيدة، لم يكن لديه خطة من الخطط. كل ما كان يملكه مجموعة من الاتجاهات التي يحبها ومجموعة أخرى لا يحبها. كانت في بالا أشياء أحبها وأشياء كثيرة أخرى لم يحبها بتاتا، كما كانت هناك في أوروبا أشياء يمقتها وأشياء أخرى يتحمس لها أشد الحماسة. لقي في أسفاره أمورا لها معنى وأمورا أخرى اشمأزت لها نفسه، وبدأ يدرك أن الناس ينتفعون من ثقافتهم وهم في الوقت نفسه من ضحاياها؛ ثقافتهم تزهرهم كما تميتهم أو تصيبهم بالآفات التي تفتك بازدهارهم في الصميم. فهلا يمكن في هذه الجزيرة المحرمة أن يتفادى سكانها الآفات وأن يبلغوا بذبول ازدهارهم حده الأدنى، وأن يترعرع الفرد في صورة أكثر جمالا؟ هذا هو السؤال الذي حاول الدكتور أندرو والراجا أن يجدا له الإجابة عرضا في أول الأمر ثم بوعي متزايد بعد ذلك بما كانا يتصديان له. - وهل وجدا حلا؟

قال الدكتور ماك فيل: عندما أعود بذاكرتي إلى الماضي يذهلني ما أنجزه هذان الرجلان؛ الطبيب الأسكتلندي وملك بالا، الرجل الكالفيني الذي ألحد والبوذي الماهاياني

6

الورع التقي؛ يا لهما من اثنين تلاقيا لقاء عجيبا! وسرعان ما انعقدت بينهما صداقة وطيدة. اثنان لكل منهما مزاجه ومواهبه التي يتمم بها مزاج الآخر ومواهبه، فلسفتان تتكاملان، ومعينان من المعرفة يكمل أحدهما الآخر. كل منهما يسد نقائص الآخر، وكل منهما ينشط ويعزز ما عند الآخر من قدرات وراثية. الراجا عقله حاد دقيق، ولكنه لا يعلم شيئا عن العالم الذي يتجاوز حدود جزيرته، لا يعلم شيئا عن العلوم الطبيعية أو التكنولوجيا الأوروبية أو الفن الأوروبي أو طرق التفكير في أوروبا. ولم يكن الدكتور أندرو بأقل منه ذكاء، ولكنه لم يكن بالطبع على علم بالتصوير الهندي أو الشعر أو الفلسفة الهندية. وكذلك - كما تبين له شيئا فشيئا - لم يدر شيئا عن العقل البشري أو عن فن الحياة. وفي الشهور التي أعقبت العملية الجراحية تتلمذ كل منهما على الآخر. ولم يكن ذلك بطبيعة الحال إلا البداية. لم يكونا مجرد مواطنين لا يعبآن إلا بارتقاء شخصيهما؛ فلقد بلغت رعية الراجا المليون وكان الراجا في الواقع رئيس وزرائه، ولم يكن تطورهما الخاص إلا مقدمة لتطوير الجماهير. وإذا كان الملك والطبيب كلاهما يعلم الآخر أن يفيد من العالمين - العالم الشرقي والعالم الأوروبي؛ العالم القديم والعالم الجديد - فلم يكن ذلك إلا لكي يعينا الأمة بأسرها على أن تحذو حذوهما. ماذا أقول؟ أن يفيدا من العالمين؟ كلا بل إن يفيدا من كل العوالم؛ العوالم التي تحققت فعلا في الثقافات المختلفة، وفيما جاوزها، العوالم ذات الإمكانات التي لم تتحقق بعد، وكان ذلك طموحا ضخما، طموحا يستحيل بلوغه تماما، ولكنه كان على الأقل طموح له ميزة خاصة، وهي أن يحفزهما، ويحملهما على أن يطآ أرضا تخشاها الملائكة؛ وقد حققا من النتائج في بعض الأحيان ما أثبت للناس كافة - وأذهلهم - أنهما لم يكونا من الغفلة كما بدا لهم، أنهما - بطبيعة الحال - لم ينجحا قط في الإفادة من كل العوالم، ولكنهما - بفضل المحاولة الجريئة - أفادا من عوالم أكثر مما كان يحلم أي عاقل أو حكيم بالقدرة على التوفيق والجمع بينها.

ومن الأمثال روى ويل ما قيل من أن الأحمق إذا أصر على حماقته أصبح حكيما.

ووافقه على ذلك الدكتور روبرت وقال: تماما. ولعل أشد الحماقات إسرافا الحماقة التي وصفها بليك؛ وهي الحماقة التي كان الراجا والدكتور أندرو يفكران فيها حينذاك؛ الحماقة الكبرى التي تحث على المزاوجة بين الجحيم والنعيم. ولكنك إن أصررت على هذه الحماقة الكبرى كان جزاؤك وافرا! بشرط أن تصر بذكاء بطبيعة الحال؛ لأن الحمقى الأغبياء لا يحققون شيئا ما. العارفون والماهرون وحدهم هم الذين تجعلهم حماقتهم حكماء أو الذين تعود عليهم حماقتهم بنتائج طيبة. ولحسن الحظ كان هذان الأحمقان على مهارة؛ فقد بلغا من المهارة - مثلا - ما جعلهما يرتكبان حماقتهما بطريقة متواضعة مقبولة. بدآ بما يخفف الالام. وأهل بالا بوذيون، وعرفوا الصلة بين البؤس والعقل. إذا تعلقت بأمر ما وتشبثت به، وإذا اشتدت رغبتك، وإذا فرضت نفسك عشت في جحيم صنعته لنفسك بنفسك، وإذا عزلت نفسك عشت مطمئنا. قال بوذا: «أنا أريكم الأحزان، وأنا أريكم نهاية الأحزان.» وهذا هو الدكتور أندرو بنوع معين من العزلة الفعلية استطاع أن يقضي على الأقل على نوع من أنواع الأحزان؛ أقصد الآلام البدنية. وقد استخدم الراجا نفسه، كما استخدم - من النساء - الراني وابنتها مترجمين له وهو يلقي الدروس في فنه الذي كشف عنه أخيرا لجماعات من القابلات والأطباء والمعلمين والأمهات والمرضى العاجزين. الولادة بغير ألم؛ بهذا انضم إلى جانب المجددين بحماسة شديدة كل نساء بالا. والعمليات الجراحية بغير ألم في حالات الحصوة وإعتام العين والنزيف؛ بذلك اكتسبوا ثقة الشيوخ والمصابين، وبضربة لازب انضم إلى صفوفهم أكثر من نصف السكان البالغين، وانحازوا لجانبهم، وتوددوا إليهم، أو على الأقل تفتحت عقولهم للإصلاح القادم.

قال ويل: وإلى أين ذهبوا بعد الآلام؟ - إلى الزراعة واللغة، إلى الخبز والمواصلات، استقدموا رجلا من إنجلترا لينشئ لهم روثامستد في المناطق الحارة، وانكبوا على تعليم أهل بالا لغة ثانية.

وكان لا بد أن تبقى بالا جزيرة محرمة؛ لأن الدكتور أندرو اتفق مع الراجا بكل قلبه على أن المبشرين والمزارعين والتجار خطر على بالا لا يمكن أن يحتمل. ولكن إذا هم لم يسمحوا لهؤلاء المخربين الأجانب بدخول البلاد، فلا بد لهم بطريقة ما أن يعاونوا الأهالي على الخروج منها، إن لم يكن بأشخاصهم فبعقولهم على الأقل. غير أن لغتهم، وكتابتهم العتيقة للأبجدية البراهمية كانت سجنا بغير نوافذ. ولا مخرج لهم، ولا أمل في النظر إلى العالم الخارجي إلا إذا هم تعلموا الإنجليزية وأمكنهم أن يقرءوا الخط اللاتيني. وما أحرزه الراجا في مجال اللغة كان مثالا يحتذيه رجال القصر الملكي. وأدخل السادة والسيدات في حديثهم نتفا من العامية الإنجليزية، بل لقد بعث بعضهم إلى سيلان في طلب مربين يتكلمون الإنجليزية. وسرعان ما تحول الأمر من تظاهر بالتجديد إلى سياسة مرسومة. وأنشئت المدارس الإنجليزية واستوردت البلاد من كلكتا مجموعة من الطباعين البنغاليين ومعهم مطابعهم والأطقم الكاملة من الحروف المطبعية بصنوفها كافة. وكان أول كتاب إنجليزي نشر في شيفا بورام مختارات من «ألف ليلة وليلة» والكتاب الثاني ترجمة للحكم الهندوكية، ولم تكن قبل ذلك ميسورة إلا بالسانسيكريتية وفي المخطوطات. وأمسى تعلم الإنجليزية لازما لمن أراد أن يقرأ عن سندباد أو معروف أو لمن كان مهتما بما جاء في «حكمة الشاطئ الآخر»؛ وذلك لسببين هامين. وكانت تلك بداية لعملية تربوية طويلة تحولنا بها في نهاية الأمر إلى شعب يعرف لغتين؛ نتكلم لغة بالا ونحن نطهو، أو نلهو بالفكاهة. وعندما نتكلم عن الحب أو نمارسه.

وبهذه المناسبة نحن هنا في جنوب شرقي آسيا لدينا أغنى محصول لغوي يعبر عن الحب وعن العواطف. أما في شئون التجارة والعلم أو الفلسفة التأملية فنحن نتكلم عادة بالإنجليزية، وأكثرنا يؤثر أن يكتب بالإنجليزية. وكل كاتب بحاجة إلى أدب يكون له مرجعا، وبحاجة إلى نماذج يحتذيها أو يعارضها. وبالا لديها تصوير ونحت غاية في الجودة، وفن معماري رائع، ورقص مدهش، وموسيقى تعبيرية دقيقة؛ ولكن ليس لديها أدب بالمعنى الصحيح. وليس لديها شعراء أو كتاب مسرحيات أو قصاصون وطنيون. ليس بها سوى شعراء شعبيين يروون الأساطير البوذية والهندوكية، ومجموعة من الرهبان يلقون المواعظ ويتحدثون حديثا مفصلا في الميتافيزيقا.

Página desconocida