لعَمُركَ ما أنسى ابنَ أَروى وقتلهُ ... وهلْ يَنْسينَّ الماءَ ما عاشَ شاربه؟
همُ قَتلوهُ كي يكونوا مكانَهُ ... كما فَعلتْ يومًا بكسرى مَرازبُهْ
فأجابه الفضل بن عباس بن عتبة بن أبي لهب بثلاثة أبيات يحاشي ويجلُّ عثمان أن يوصف بما ذكر في البيت الأوسط منها. نفعنا الله بحبِّه وحبِّ الشيخين قبله، وحبِّ الأمام الرضي بعده، ورضي عنهم آمين.
وأمَّا أمية الأصغر بن عبد شمس: فيقال لولده " العبلات "، لأن أمَّهم عبلة. منهم: الثريَّا بنت عليِّ بن عبد الله بن الحارث بن أمية الأصغر، التي كان يشبِّب بها عمر بن عبد الله بن أبي ربيعة. وهو القائل فيها من أبيات:
ليتَ شعري هل أقولنْ لركبٍ ... بفلاةٍ وهمْ لدينا هجوعُ:
طال ما عَرستُمُ فاستقلوا ... حانَ من نجمِ الثريَّا طلوعُ
وفيها يقول، متخَّير من قصيدة:
قالَ لي صاحبي ليعلمَ ما بي: ... أتحبُّ القَتولَ أختَ الربابِ؟
قلتُ: وجدي بها كوجدِكَ بالما ... ءِ إذا ما مُنعتَ بَرْدَ الشَّرابِ
مَن رسولي إلى الثريَّا فإني ... ضقتُ ذَرعًا بهجرِها والكتابِ
أَبرزوها مثلَ المهاةِ تَهادى ... بينَ خَمسٍ كواعبِ أَتْرابِ
وهْيَ مكنونةٌ تَحيَّرَ منها ... في أديمِ الخدَّينِ ماءُ الشبابِ
نلتُ ما كنتُ أشتهي يا عذولي ... حينَ قبَّلتُ ثغرها في النِّقابِ
فاقتُليهِ قتلًا سريعًا مُريحًا ... لا تكوني عليهِ سَوطَ عذابِ
1 / 48