وقال -صلى الله عليه وآله وسلم- مرهبا للتاركين له: ((من لقي [180/ب] الله بغير أثر من الجهاد لقي الله وفي إيمانه ثلمة)).
وقال: ((ما ترك قوم الجهاد إلا عمهم الله بالعذاب)) (1).
وقال أمير المؤمنين وسيد الوصيين علي بن أبي طالب كرم الله وجهه في الجنة:"أما بعد فإن الجهاد باب من أبواب الجنة فتحه الله لخاصة أوليائه، وهو لباس التقوى، ودرع الله الحصينة، وجنته الوثيقة، فمن تركه(2) ألبسه الله ثوب الذل وشمله البلاء وديث بالصغار والقما، وضرب على قلبه بالأسداد وأديل الحق منه بتضييع الجهاد وسيم الخسف ومنع النصر"(3).
ولا نعلم من يتقرب إلى الله بجهاده ويتوسل بنكايته أولى ممن هدم دين الله واستخف بشريعة رسول الله، واستحل جميع الحرمات واستباح شرب الخمور، ونكاح الذكور والإرتكاب في عباد الله لكل فجور، والظلم لليتامى، والهتك للأرامل والأيامى بل لم يعذر الله عز وجل عن جهادهم وقتالهم ولم يرخص في القعود عن نكايتهم ونكالهم إلا لمن استثناه تبارك وتعالى في قوله: {ليس على الأعمى حرج ولا على الأعرج حرج ولا على المريض حرج }[النور:61].
وقوله: {ليس على الضعفاء ولا على المرضى ولا على الذين لا يجدون ما ينفقون حرج إذا نصحوا لله ورسوله}[التوبة:91].
وإلا ما شرع الله من مهادنتهم، ومصالحتهم وأذن فيه من معاهدتهم ومسالمتهم في قوله تعالى: {وإن جنحوا للسلم فاجنح لها وتوكل على الله إنه هو السميع العليم}[الأنفال:61].
Página 288