231

Jawhara Munira

الجوهرة المنيرة - 1

Géneros

ذكر الوقعة في حدة قال رحمه الله: ثم رجعنا إلى وعلان من أعمال الروس وقلت قد تفضل الله بهذه الوقعة في ريمة نقصد حدة كما أشار الإمام -عليه السلام- فجمعنا من معنا ومن القبائل وكتبنا إلى الصنو الحسين حفظه الله ثم تقدمنا إلى جانب حدة، وأرسلنا الخيل طليعة إلى طريق صنعاء وكان آخر نهار، فانتهب المجاهدون أكثر حدة، وتحصن الأمير حسن كور في جانبها والحرب عليه إلى الليل، وقد خرج من صنعاء [100/ب] غارة فوصلوا إلى قريب بيت زبطان وتلازموا هم والخيل والرجالة فقتل علي آغا من العجم قتله السيد عبد الله بن حيدرة وأخذ رأسه غيره والسيد صالح بن علي سند من عاثين، وآغا آخر خفي علي اسمه قتله حي النقيب المجاهد جوهر نصابص، وعسكر ممن وصل من صنعاء وولوا هاربين، وطلع مولانا الحسن رحمه الله حضور وترك في وعلان رتبة عليهم الأمير الشهير ياسين بن الحسن بن ناصر الجوفي، ثم تردد في حضور أربع ليال أو خمس. وقد رجع مولانا الحسين رحمه الله بعد وقعة حدة إلى جانب الأهجر للحذر أن يحصل في مراتبة كبيسة. ثم إن مولانا الحسن رحمه الله اجتمع بمولانا الحسين في مسيب، ثم خرجا إلى خراب السنف بلد هنالك وتشاوروا أي موضع يقصدانه وهما يطمعان في بلاد همدان لقطع ما بين صنعاء وكوكبان وعمران، فرجح رأيهما قصد محطة أنود(1) وكان فيها الأمير عبد الرب بن علي في أهل كوكبان، وفيها مزاحم آغا من قبل العجم وقاسم آغا واللهيم والنقيب صالح وغيرهم في نحو ألف نفر وفي بكر قاسم آغا والجملية نحو سبعمائة نفر. وفي كوكبان الأمير علي بن شمس الدين، وفي الطويلة محطة فيها ألف ومائتان عليها أمراء ثم عرفا أن العيون عليهم من العجم. وكان الباشا قد جرد الأمير مصطفى من كبرائهم يدور مقابلا لمولانا الحسن رحمه الله، فكان في بيت نعامة من بلاد همدان مع الأمير الداعي من همدان، فأظهرا أن مولانا الحسن رحمه الله يعود إلى جهات خدار ومولانا الحسين يعود إلى الأهجر(2) مكانه الأول ، فلما وصل مولانا الحسن رحمه الله بيت ردم عد للعسكر أرزاقهم وقد أسر إلى كبار أهل الخيل أنهم يغاضبونه ويطلبون منه ما لا ينبغي فإذا لم يعطهم ساروا مغاضبين إلى مولانا الحسين رحمه الله ففعلوا وكانوا قريبا من الأربعين، ثم وصل عقيب وصولهم الشيخ المجاهد قاسم بن علي الكرشاني العذري في اثني عشر فارسا مغاضبين من عند مولانا أحمد بن أمير المؤمنين من المطلعة وهم على ظاهرهم غاضبون ليسوا كهؤلاء ، فأمرهم مولانا الحسن رحمه الله [101/أ] يلحقون أولئك وأسر إليهم أنهم يسيرون إليهم وأنه في أثرهم.

قصة قتلة أنود وفتح كوكبان والطويلة وثلا

وذلك أنه لما وصل أهل الخيل إلى مولانا الحسين رحمه الله ولا لأحد خبر إلا أنهم مغاضبون فقررهم وأحسن إليهم، فلما كان بعد غروب الشمس ثاني يوم وصولهم وصل مولانا الحسن رحمه الله بقوم كثرة حتى ملأ الأهجر، وتلقاه مولانا الحسين وأطلعوا الخيل أول الليل إلى ما يقرب من الضلع وبقوا إلى الربع الأخير وتقدموا، فطلعوا الضلع قبل طلوع الفجر، فانتظروا الصباح وصلوا ثم تعبوا للحملة على المحطة وكانت في موضع يعرف حملة بأنود والسمتين أيضا محل الوقعة، وكان مولانا الحسين رحمه الله في جانب المشرق في نصف الخيل، ومولانا الحسن في جانب المغرب في النصف الآخر، وقد عبوا الرايات فتقدم سرعان العسكر الإمامي ودافعهم الأمير عبد الرب ومن معه من العجم.

ويروى أن أول من رأى صعودهم الجبل مع طلوع الشمس أخبر الأمير عبد الرب فكساه وقال: هذه بشارة طلوعهم ولا يعرف أن مولانا الحسن فيهم وطمع في مولانا الحسين على أن طلوعه الجبل متوسط ما بين كوكبان وبكر والطويلة والمكان وعر، فهزموا أول من دخل أطراف محطتهم.

Página 257