وأحببتنا في الله طوعا ورغبة
ففعلك عند الله ليس بقاصر
وتلك يد بيضاء منك أعدها ... وكنت بريا من ملام ومن بعد
وذلك قاض بالفلاح وبالسعد
ولا متلقى بالإضاعة والجحد
فما مثلها من منة ثبتت عندي
وإنا جميعا نطلب الحق والهدى
ونبذل في إحياء دين محمد
فدونك أرباب العناد فلا تقل
أعد لهم من قوة ما استطعته ... ونسعى له بالطارفات وبالتلد
ورفعته ما كان في الوسع والجهد
عثارا لمن أضحى لمنكره يبدي
وخيلا عرابا من كماة ومن نهد
وصل فيهم حتى نفل عديدهم
وحتى تضيق الأرض يوما برحبها
فإنهم أبناء أعداء أحمد
ولا شك أن الله ناصر دينه ... وحتى يسيروا في المذلة والجهد
عليهم ويهوون الممات فلا يجدي
وإنهم أهل الضغائن والحقد
ومرغم أقوام سواسية لد
فما سعي من يقفو هواه برابح
فثق منه بالفتح المبين توكلا
تولاك ربك العرش بالنصر أينما
ودمت حميد الرأي والفعل ماجدا ... ولا أزر من يبغي الضلال بمشتد
عليه بحسن الظن في الحل والعقد
توجهت في قرب المكان وفي البعد
ولا زلت في ضل من اليمن ممتد
رجعنا إلى تمام أخبار الأمير الحسين وموالاته بجانب الحق، فإنه دبر أمره وأخرج من يخاف عليه من صنعاء، وأرسل [96/ب] إلى مولانا الحسن يطلب منه من يستقيم له خارج المحطة، فأرسل الحاج المجاهد شمس الدين أحمد بن عواض رحمه الله، ثم من كان مقابلا من المراتب الإمامية وهم السيد العلامة محمد بن أحمد بن أمير المؤمنين ومن كان معه وهم كما تقدم في غيمان من بني بهلول(1)، وأمر أن يجتمعوا إلى الحاج، فلما تظهروا لهم ركب الأمير وليس في خواصه وبني عمه، ثم دعا أغوات الترك والأمير عبد الله السلطان، فلما وقفوا بين يديه وقد رأى هو وهم الحاج شمس الدين على أنه متوجه لحربهم قال لهم: قد عرفتم نصيحتي مع السلطنة وكذا وكذا، وكان معاملتي من حيدر كذا وكذا والآن تعزمون صنعاء وأنا أعزم عند الإمام أو بلادي أو كما قال.
Página 246