وأما السيد ناصر بن محمد فإنه خرج من العصيمات لما والوا الحق وتبرؤا منه، فعاد إلى مواضع في غربان ودخل بيته عند صنوه السيد عبد الله بن محمد، وكان هذا السيد عبد الله من أهل الشجاعة والثبات ولكنه أمي لا يقرأ وله جهاد سابق، فكان يغطي خبر أخيه عن مولانا الإمام ويتظهر بالبراءة منه وصح لمولانا -عليه السلام- أنه لقيه وحرضه على عدم الوفاق وقال فيما قال يسمى باسم الخلافة وتلقب بالمهدي، ثم يعود بالإسم الأول أو كما قال فقبض عليه الإمام -عليه السلام- لأجل ذلك وعلى الشيخ فارع من عزان وآخرين معهما. وأرسل معهم نحوا من أربعين رجلا ليلا إلى شهارة المحروسة بالله، فأما السيد عبد الله فلم يخرج من الحبس حتى وصل أخوه كما سيأتي إن شاء الله إلى شهارة والذين معه أخرجوا بضمانات في أوقات مختلفة وبقي الإمام -عليه السلام- في وادعة بقية الحجة ومحرم وصفر وزار فيه الإمامين الطاهرين الفاضلين المنصور بالله والمهدي -صلوات الله عليهما- إلى ظفار وذيبين ووصله غالب قبائل المشرق بالنذور والضيافات وسد أمورا في ذات(1) بينهم ثم إنه بلغه اختلاف فيما بين عذر الشرفي، فخاف أن تسري الفتنة بينهم، فعاد مغدذا حتى استقر في محروس درب الأمير، وأصلح ما شجر بينهم وحبس أهل الفساد وأعطى العسكر أرزاقهم وفسح لهم [54/ب] وأخذ -عليه السلام- يتفقد الموضع الذي هو فيه حتى عرض ما سيأتي من أخبار السيد ناصر وقد جمعنا هذه النكت من أخباره لتداعيه.
Página 142