Jawhar Shaffaf
الجوهر الشفاف الملتقط من مغاصات الكشاف
Géneros
وإذ أخذنا ميثاقكم ورفعنا فوقكم الطور خذوا ما آتيناكم بقوة واسمعوا قالوا سمعنا وعصينا وأشربوا في قلوبهم العجل بكفرهم قل بئسما يأمركم به إيمانكم إن كنتم مؤمنين(93)قل إن كانت لكم الدار الآخرة عند الله خالصة من دون الناس فتمنوا الموت إن كنتم صادقين(94) {وإذ أخذنا ميثاقكم} على العمل بما في التوراة {ورفعنا فوقكم الطور} لا مساعكم من الأمتثال لما واثقناكم عليه وكرر رفع الطور لما علق به من زيادة فائدة ليست في الآية الأولى {خذوا ما آتيناكم بقوة} أي: بجد وعزيمة {واسمعوا} ما أمرتم به في التوراة سماع قبول وطاعة. {قالوا سمعنا} القول {وعصينا} الأمر {وأشربوا في قلوبهم العجل بكفرهم} أي: يدخل حبه والحرص على عبادته كما يتداخل الصبغ في الثوب بكفرهم أي: بسبب كفرهم {قل} يا محمد {بئس ما يأمركم به إيمانكم} بالتوراة لأنه ليس فيها عبادة العجل العجاجيل وإضافة الأمر إيمانهم نهاكم به كما قال: قوم شعيب أصلواتك تأمرك {إن كنتم مؤمنين} أي: مصدقين بالتوراة وهذا تشكيك في إيمانهم وقدح في صحة دعواهم {قل إن كانت لكم الدار الآخرة عند الله خالصة من دون الناس} أي: قل لهم يا محمد تبكيتا لهم إن صح قولكم لن يدخل الجنة إلا من كان هودا أو نصارى وكانت الدار الآخرة وهي الجنة لكم خالصة أي: سالمة من الشوائب ليس لأحد فيها سواكم {فتمنوا الموت} من أيقن أنه من أهل الجنة اشتاق إليها وتمنى سرعة الوصول إلى النعيم من التخلص من دار الشوائب كما روي عن المبشرين بالجنة ما روي كان علي عليه السلام يصوف بين الصفين في غلالة فقال: له ابنه الحسن ما هذا زي المحاربين فقال: يا بني لا يبالي أبوك على الموت سقط أم عليه سقط الموت.
وعن حذيفة: نه كان يتمنى الموت فلما احتضر قال حبيب: جاء على فاقة لا أفلح من ندم يعني على تمني الموت وقال: عمار بصفين الآن ألاقي الأحبة محمد وحزبه، وكان كل واحد في العشرة يحب الموت ويحن إليه.
وعن النبي صلى الله عليه وآله وسلم أن اليهود لو تمنوا الموت لغص كل إنسان بريقه فمات مكانه، وما بقى على وجه الأرض يهودي {إن كنتم صادقين} في دعواكم أن الجنة لكم خالصة دون المسلمين.
Página 84