باب في فضيلة التفسير
عن ابن مسعود قال: كنا نتعلم من رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم العشر الآيات فلا نتجاوزها إلى العشر الأخرى حتى نعلم ما فيها من العلم والعمل وروى قتادة عن الحسن أنه قال: ((ما أنزل الله أية إلا أحب أن يعلم فيما أنزلت وماذا أعني بها)) وقال:أنس مثل من يقرا القرآن وهو يعلم تفسيره أو لا يعلمه مثل قوم جاءهم كتاب من صاحب لهم ليلا، وليس عندهم مصباح فتداخلهم لمجيئ الكتاب روعة لا يدرون ما فيه فإذا جاءهم المصباح عرفوا ما فيه.
باب الاستعاذة:
قال الله تعالى: {وإذا قرأت القرآن فاستعذ بالله} معناه إذا أردت قراءة القرآن فاستعذ مثل قوله : {إذا قمتم إلى الصلاة فاغتسلوا...} الآية تدل على التعبد بالتعوذ عند قراءة القرآن، وهو سنة مشروعة في الصلاة، وعند قراءة القرآن قبل القراءة عندنا، وهو قول أكثر العلماء.
وذهب أبو هريرة ومالك وداود وابن جرير الطبري إلى أنه بعد القراءة كأنهم يجعلون في الآية تقديما وتأخيرا فيقولون المعنى استعذ بالله إذا قرأت القرآن، والصحيح هو الأول وعليه الجمهور لما رواه أبو سعيد الخدري عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم أنه كان إذا قام إلى الصلاة استفتح ثم يقول أعوذ بالله السميع العليم من الشيطان الرجيم من همزه ونفخه ونفثه)) رواه أحمد والترمذي
وقال: ابن المنذر جاء عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم أنه كان يقول قبل القراءة: ((أعوذ بالله من الشيطان الرجيم)) .
وقال الأسود: رأيت عمر حين يفتح الصلاة يقول: سبحانك اللهم وبحمدك وتبارك اسمك وتعالى جدك ولا إله غيرك ثم يتعوذ، رواه الدارقطني.
Página 8