Jawhar Shaffaf
الجوهر الشفاف الملتقط من مغاصات الكشاف
Géneros
وإذا لقوا الذين آمنوا قالوا آمنا وإذا خلوا إلى شياطينهم قالوا إنا معكم إنما نحن مستهزئون(14)الله يستهزئ بهم ويمدهم في طغيانهم يعمهون(15)أولئك الذين اشتروا الضلالة بالهدى فما ربحت تجارتهم وما كانوا مهتدين(16)
{وإذا لقوا الذين أمنوا قالوا أمنا وإذا خلوا إلى شياطينهم} مردتهم {قالوا إنما نحن معكم} أي: وقادتهم الذين ماثلوا الشياطين في تمردهم قالوا إنا معكم أي مصاحبوكم وموافقوكم على دينكم وثابتون على اليهودية وقارون على اعتقاد الكفر، {إنما نحن مستهزءون} بالإسلام وأهله ومظهرون خلاف ما نضمر والاستهزاء السخرية والاستخفاف {الله يستهزئ بهم} أي: يجازيهم جزاء استهزائهم ومعنى استهزائه إنزال الحقارة والهوان بهم لأن غرض المستهزئ طلب الزراية بمن يهزأ به، وإدخال الهوان عليه والاستهزاء لا يجوز على الله تعالى لأنه عبث قبيح لكنه مجاز في حقه تعالى {ويمدهم} أي: يمهلهم ويطول أعمارهم ويواصلهم بالوساوس حتى يزدادون في الغي والضلال {في طغيانهم} أي: في إصرارهم وعلومهم في الكفر ومجاوزة الحد فيه {يعمهون} أي يترددون متحيرين {أولئك الذين اشتروا الضلالة بالهدى} أي: أخذوا الضلالة وتركوا الهدى ومعنى اشتراؤها به اختيارها عليه واستبدالها به على سبيل المجاز ولاستعارة لأن الإشتراء فيه إعطاء بدل وأخذ آخر.
وعن وهب قال: الله عز وجل فيما يعيب به بني إسرائيل يفقهون لغير الدين ويعلمون لغير العمل ويبتاعون الدنيا بعمل الآخرة.
Página 29