قال رضي الله عنه: أسند الرزق إلى نفسه للإعلام بأنهم ينفقون الحلال الخالص الذي يستحق أن يضاف إلى الله وسمي رزقا منه وأدخل من التبعيضية صيانة لهم عن الإسراف، وكف عن التبذير المنهي عنه ويجوز أن يراد الزكاة المفروضة لاقترانه بأختها وهي الصلاة وأن يراد هي وغيرها من النفقات في سبل الخير لمجيئه مطلقا، والصلاة والصدقة.
أما العبادات البدنية والمالية، ولذلك سمى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ((الصلاة عماد الدين وجعل الفاصل بين الإسلام والكفر تركها)) وسمى الزكاة فطرة الإسلام {والذين يؤمنون بما أنزل إليك} من القرآن والشريعة {وما أنزل من قبلك} من الكتب المتقدمة كالتوراة والإنجيل وغيرها يحتمل أن يراد بهؤلاء مؤمن من أهل الكتاب كعبد الله بن سلام وأقرانه من الذين أمنوا واشتمل إيمانهم على كل وحي أنزل من عند الله {وبالآخرة هم يوقنون} معنى وأيقنوا بالآخرة إيقانا زال معه ما كانوا عليه من أنه لا يدخل الجنة إلا من كان هودا أو نصارى وأن النار لن تمسهم إلا أياما معدودات {أولئك على هدى منم ربهم} أي: على رشاد ونور واستقامة هذه إشارة إلى أن الذين هذه عقائدهم وأعمالهم أحقا أن يهديهم الله تعالى ويعطيهم الفلاح بخلاف اليهود الذين لم يؤمنوا بك.
{وأولئك هم المفلحون} أي: الظافرون بنعم الآخرة لصبرهم على هذه الأمور وتنكير الهدى مفيد لتعظيم وتعريف المفلحون دليل على إن المتقين هم الناس الذين يفلحون بالآخرة.
قال رضي الله عنه:ولما قدم الله ذكر أوليائه وخالصة عباده وصفاتهم التي أهلتهم لإصابة الزلفى عنده، وبين أن الكتاب هدى ولطف لهم خاصة على إثره بذكر أضدادهم العتاه المردة من الكفار الذين لا ينفع فيهم الهدى ولا يجدي عليهم اللطف {وسواء عليهم} وجود الكتاب وعدمه، وإنذار الرسول صلى الله عليه وآله وسلم وسكوته فقال:
Página 23