وثالثها: أن ترد السورة مصورة بذلك ليكون أول ما يقرع الأسماع مستقلا بوجه من الأغراب وتقدمه من دلائل الإعجاز وذلك أن النطق بالحروف أنفسها كانت العرب فيه مستوية الأقدام الأميون منهم وأهل الكتاب بخلاف النطق بأسامي الحروف فإنه كان مختصا بمن خط وقرأ وخالط أهل الكتاب وتعلم منهم، وكان مستغربا مستبعدا من الأمي التكلم بها فكان حكم النطق بذلك مع استشارة أنه صلى الله عليه وآله وسلم لم يكن ممن اقتبس شيئا من أهل حكم الأقاصيص المذكورة في القرآن التي لم تكن قريش ومن دان بدينها في شيء من الأحاطة بها، وليعرفوا أن ذلك ليس إلا من جهة الوحي الشاهد بصحة نبوءته.
Página 20