Jawhar Shaffaf

Ibn Hadi d. 810 AH
109

Jawhar Shaffaf

الجوهر الشفاف الملتقط من مغاصات الكشاف

Géneros

Fiqh chií

أم تقولون إن إبراهيم وإسماعيل وإسحاق ويعقوب والأسباط كانوا هودا أو نصارى قل أأنتم أعلم أم الله ومن أظلم ممن كتم شهادة عنده من الله وما الله بغافل عما تعملون(140) تلك أمة قد خلت لها ما كسبت ولكم ما كسبتم ولا تسألون عما كانوا يعملون(141)سيقول السفهاء من الناس ما ولاهم عن قبلتهم التي كانوا عليها قل لله المشرق والمغرب يهدي من يشاء إلى صراط مستقيم(142) {أم يقولون [59 { أن إبراهيم وإسماعيل وإسحاق ويعقوب والأسباط} أن الأنبياء من قبل أن تنزل التوراة والإنجيل {كانوا هودا أو نصارى} {قل} يا محمد {أنتم أعلم أم الله} أي: قد أخبرنا الله أن الأنبياء كان دينهم الإسلام فلا أحد أعلم منه بذلك حيث شهد لهم بملة الإسلام في قوله ما كان إبراهيم يهوديا ولا نصرانيا ولكن كان حنيفا مسلما فيكيف تقولون ذلك وتظهرونه {ومن أظلم ممن كتم شهادة عنده من الله} هذا توبيخ لهم وهو أن الله أشهدهم في التوراة والإنجيل أنه باعث منهم محمد صلى الله عليه وآله وسلم من ذرية إبراهيم وأخذ مواثيقهم أن يبينوه للناس ولا يكتموه {وما الله بغافل عما يعملون تلك أمة} يعني الأنبياء الذين ادعوا أنهم كانوا على دينهم {قد خلت} أي مضت وتقدمت {لها ما كسبت ولكم ما كسبتم} والمعنى أنكم لا تنتفعون بعملهم ولا هم بعملكم {ولا تسألون عما كانوا يعملون} لأن كل نفس بما كسبت رهينة ثم ذكر قصة تحويل القبلة فقال: {سيقول السفهاء من الناس} يعني مشركي مكة ويهود المدينة {ما ولاهم} أي: ما صرفهم يعنون النبي والمؤمنين {عن قبلتهم التي كانوا عليها} وهي صخرة بيت المقدس {قل لله المشرق والمغرب} يأمر بالتوجه أنى رضيت هذه القبلة لمحمد صلى الله عليه وآله وسلم والآية نزلت في تحويل القبلة إلى الكعبة وذلك أنهم قالوا لما نسخت القبلة أن محمد اشتاق بلده ومولده ولو ثبت على قبلتنا لرجوناه والسفهاء الخفاق الأحلام وهم اليهود لكراهتهم التوجه إلى الكعبة وأنهم لا يرون النسخ وقيل لهم المشركون قالوا رغب عن قبلة آبائه ثم رجع إليها والله ليرجعن إلى دينكم.

قال رضي الله عنه: وفائدة الإخبار بقولهم قبل وقوعه أن العلم بالمكروه قبل وقوعه أبعد من الإضطرا لما يتقدمه من توطين النفس عليه ولأن الجواب المعد قبل الحاجة إليه أقطع للخصم وقيل الرمي يراش السهم ثم مدح أمة محمد صلى الله عليه وآله وسلم فقال:

Página 118