وعلى جحد هذه القاعدة استحق أهل الدرجة الثانية التي ذكرناها في صدر هذا الكتاب من اليهود والنصارى، ومن وافقهم على ذلك اسم الشرك. كان بأهل الدرجة الأولى أليق والجحدهم بجميع دين الله [69] أصلا الحق، فهم معنا مشركون جاحدون في أحكام الآخرة من أهل النار خالدون، أعاذنا الله وجميع المسلمين من كل فتنة، ونجانا من كل ضلالة ومحنة، وبه التوفيق إن شاء الله.
الباب التاسع والعشرون
باب القاعدة الثالثة في حكم من مات على ما دان به المسلمون
وأما القاعدة الثالثة فإنها تحتوى على ثلاث رتب:
الرتبة الأولى: في أن الدين الذي كان عليه أبو بكر وعمر رحمهما الله في حكم الظاهر هو دين رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بغينه، وهو دين الله الذي ذكرناه بنفسه فإن قولنا من مات على دين أبي بكر وعمر - رحمهما الله - الذي ماتا عليه في حكم الظاهر من أمه محمد، فهو من أهل الجنة قطعا، مستق لتلك الأسماء الحسنة التي ذكرناها، وفي القاعدة الأولى شرحناها، ومن مات على خلاف دين أبي بكر وعمر من أمة محمد صلى الله عليه وسلم، فهو من أهل النار قطعا. مستحق لتلك الأسماء القبيحة التي ذكرناها أيضا، بمنزل قولنا من مات على دين رسول الله- صلى الله عليه وسلم- فهو من أهل الجنة قطعا، ومن مات على غيره فهو من أهل النار قطعا . إذ الدين الذي كان عليه أبو بكر وعمر في حكم الظاهر هو دين رسول الله- صلى الله عليه وسلم- وهو دين الله حقيقة.
وعلى جحد هذه القاعدة فارق المسلمون الروافض وخالفوهم وشهدوا عليهم بالكفر، كفر نفاق لا كفر شرك، إذ هم مخطئون في التأويل لا التنزيل، ونحن من جميع أولئك براء وبالله التوفيق.
Página 89