مسألة: وأما الصنف الرابع فهم الخوارج المارقة المعروفون بالأزارقة وجماعة صنوفهم المنتحلين للهجرة وتشريك من خالفهم من أهل القبلة، واستحلالهم الاستعراض للناس بالسيف وسبى ذراريهم وغنيمة أموالهم، وهم أحزاب وفرق كثيرة، تجمعهم البراءة والمفارقة للعلم في الدين، والإمام للمهتدين، والحجة للمسلمين عبد الله بن أباض رحمه الله، على خلافه لهم فيما دانوا من الخطأ والضلال ونحن نشهد لكل من مات على دين هؤلاء بالنار المعدة الفجار، ولا حاجة لنا إلى الرد عليهم فيما ذهبوا إليه، وفارقهم المسلمون عليه، لقصدنا إلى غير ذلك وغرضنا في غير أولئك وبالله التوفيق.
فصل
وهذا جملة فرق أهل الضلال والكفر التي ظهرت قبل عبد الله بن أباض رحمه الله [65] وقد لحق بهؤلاء في الضلال والكفر قوم ادعوا مذهب الإباضية، وتسموا باسم النحلة المرضية، حدثوا بعد عبد الله بن أباض رحمه الله (8) وهم فرق معروفة ولهم مقالات موصوفة تجمعهم التخطئة لمحبوب ابن الرحيل رحمه الله. قال الله تعالى: ((فماذا بعد الحق إلا الضلال فأنى تصرفون)) (9).
الباب السادس والعشرون
باب بيان الدرجة العليا وبيان أهل الحق
وأما الدرجة العليا فهي درجة أهل الحق والصواب المتمسكين بالسنة والكتاب وهو الأخيار الأباضيون والأفاضل المرضيون المفارقون لأهل الجحود والشرك، الخالعون لأهل الضلال والإفك، المتبرئون من أهل الإرجاء والشك، والمتمسكون بحقائق الدين السالكون سبيل المهتدين، فهم الدين حكموا بالحق فعدلوا ومضوا على سنة الرسول فما بدلوا، أهل الشراء والتحكيم، والقول الأعدل المستقيم ن فهم أهل الولاية والرضوان ن والروح والرحمة والغفران، أولئك مع الذين أنعم الله عليهم من النبيين والصديقين والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقا.
Página 84