Compilaciones de la Biografía Profética
جوامع السيرة النبوية
Editorial
دار الكتب العلمية
Número de edición
-
Ubicación del editor
بيروت
ابن كلاب شهدا بدرا مع المشركين، وقتلا يومئذ كافرين، وهما عما مسلم والد الفقيه محمد بن مسلم الزهرى.
فسبق رسول الله ﷺ قريشا إلى ماء بدر، ومنع قريشا من السبق إليه مطر عظيم أرسله الله تعالى مما يليهم، ولم يصب منه المسلمين إلا ما لبد لهم الأرض، يعنى دهس الوادى، وأعانهم على السير. فنزل ﵇ على أدنى ماء من مياه بدر إلى المدينة، وأشار عليه الحباب بن المنذر بن عمرو بن الجموح بغير ذلك، وقال يا رسول الله: أرأيت هذا المنزل، أمنزل أنزلك الله ليس لنا أن نتقدمه ولا نتأخر عنه، أم هو الرأى والحرب والمكيدة؟ فقال ﵇: بل هو الرأى والحرب والمكيدة. فقال: يا رسول الله، إن هذا ليس بمنزل، فانهض بنا حتى نأتى أدنى ماء من القوم فننزله، ونغور ما وراءه من القلب «١»، ثم نبنى عليه حوضا فنملأه، ونشرب ولا يشربون.
فاستحسن رسول الله ﷺ هذا الرأى وفعله؛ وبنى لرسول الله ﷺ عريش يكون فيه، ومشى رسول الله ﷺ على موضع الوقعة، فعرض على أصحابه مصارع رءوس الكفر من قريش مصرعا مصرعا، يقول: هذا مصرع فلان، ومصرع فلان، فما عدا واحد منهم مضجعه الذى حده رسول الله ﷺ
فلما تراءت قريش فيما يليهم بعثوا عمير بن وهب الجمحى فحزر لهم أصحاب رسول الله ﷺ، وكانوا ثلاثمائة وبضعة عشر رجلا فقط، فيهم فارسان:
الزبير والمقداد بن الأسود، ثم انصرف. ورام حكيم بن حزام وعتبة بن ربيعة أن يرجعا بقريش ولا يكون حرب، فأبى أبو جهل، وساعده المشركون على ذلك.
_________
(١) القلب بضم القاف واللام هى الآبار كثيرة الماء.
1 / 85