Premios de Literatura Mundial: Similar al Premio Nobel
جوائز الأدب العالمية: مثل من جائزة نوبل
Géneros
وأعلنت وصيته بعد أيام من موته، ولكنها لم توضع موضع التنفيذ إلا بعد انقضاء أربع سنوات، وكان هذا التأخير من الأمور المنتظرة؛ لأنها تتطلب إجراءات شتى: قانونية وعملية، يتبعها وكلاء التنفيذ بغير إرشاد من صاحب الوصية، ولا سابقة من وصية قبلها، يهتدون بها، ويعملون على مثالها. •••
وبدأت اللجنة جوائزها الأدبية منذ السنة الأولى في القرن العشرين، وكان أول المختارين لها الشاعر المفكر الفيلسوف «رينيه سولي برودوم» عضو الأكاديمية الفرنسية؛ «تقديرا لتفوقه في الأدب، ولا سيما الشعر الذي يتسم بالروح المثالية السامية والإتقان الفني والتوفيق النادر بين الضمير والعبقرية.»
جوائز الأدب العالمية
إن التحدث عن جوائز الأدب العالمية موضوع حاضر في كل وقت، متصل في كل موسم من مواسم الثقافة، وهو - على هذا - شائق ومفيد، تفضل باقتراحه خبراء الإذاعة العارفون بمطالب المستمعين، فحمدت اقتراحهم واستجبت إليه.
يحب الناس بالطبع حديث الجوائز، كما يحبون كل منظر من مناظر السباق والمباراة في ميادين النشاط الفكري أو ميادين الرياضة البدنية؛ لأنه يحفز النفس إلى التطلع، ويستنهضها إلى طلب العلم بأسباب السبق والشعور بالنقيضين المتقابلين، فوز السابق وتخلف المسبوق.
وفائدة النظر في أحكام المحكمين بين المتسابقين أبلغ وأكبر من لذة الشوق والاستطلاع إلى أسباب الفوز وأسباب الحرمان، فإن هذه الأحكام ميزان صادق لأمانة الفكر، ونزاهة الضمير، وصحة المعرفة، وما من دراسة للنفس البشرية أصلح من أحكام المحكمين في جوائز الأدب لمراقبة العقل والنفس والضمير معا بين مهب الأهواء، وشبهات الأغراض، ونوازع المعرفة والجهل، وأعراض التقلب والاستقرار؛ لأن التمييز على ضوء العقل وهدى البصيرة بين ثمرات القرائح الإنسانية هو المحك الصادق لكل فضيلة من فضائل الفهم النافذ، والخلق القويم، والقدرة على مغالبة الأهواء والشهوات؛ وفائدة الناظر في هذه الأحكام هي فائدة العلم بالطبيعة الإنسانية في قمتها العليا: وهي قمة الإدراك والإنصاف.
وجوائز الأدب العالمية كثيرة في العصر الحاضر، يتشعب الكلام عليها جميعا، فلا ينتهي إلى نتيجة محدودة، ويغني عن تتبعها في وقت واحد أن نقصر الكلام على مثال منها يصدق عليه ما يصدق عليها، فإذا اكتفينا منها بأقدمها وأشيعها وأعمها غرضا وأكبرها أثرا ففي ذلك بلاغ يغني عن التوسع والاستقصاء.
جائزة «نوبل» السويدية هي الجائزة التي تصدق عليها هذه الصفة بغير خلاف.
وليس الكلام على جائزة «نوبل» بالشيء الجديد ... فقد كثر الكلام في كل عام على تاريخها، وتاريخ صاحبها، وتواريخ الفائزين بجوائزها، كما كثر التعليق على اختيارها بين الموافقة والمخالفة، وبين الاستحسان والإنكار، ولنا أن نقول: بل بين التبرئة والاتهام.
ولكننا نحب أن نختار للكلام عليها بابا من التعليق والتعريف: بابا غير مطروق، أو بابا لم يطرقه الطراق من قبل حتى لا مفتتح فيه للعودة إليه، حينا بعد حين.
Página desconocida