Las Joyas Hermosas en la Interpretación del Corán
الجواهر الحسان في تفسير القرآن
Géneros
وقوله سبحانه قالت أمة منهم لم تعظون قوما الله مهلكهم أو معذبهم عذابا شديدا جمهور المفسرين أن بني إسرائيل افترقت ثلاث فرق فرقة عصت وفرقة نهت وجاهرت وتكلمت واعتزلت وفرقة اعتزلت ولم تعص ولم تنه وإن هذه الفرقة لما رأت مجاهرة الناهية وطفيان العاصية وعتوها قالت للناهية لم تعظون قوما يريدون العاصية الله مهلكهم أو معذبهم فقالت الناهية موعظنتنا معذرة إلى الله أي إقامة عذر ومعنى مهلكهم أي في الدنيا أو معذبهم أي في الآخرة والضمير في قوله نسوا للمنهيين وهو ترك سمي نسيانا مبالغة وما في قوله ما ذكروا به بمعنى الذي والسؤ لفظ عام في جميع المعاصي إلا الذي يختص هنا بحسب قصص الآية هو صيد الحوت والذين ظلموا هم العاصون وقوله بعذاب بيس معناه مؤلم موجع شديد واختلف في الفرقة التي لم تعص ولم تنه فقيل نجت مع الناجين وقيل هلكت مع العاصين وقوله بما كانوا يفسقون أي لأجل ذلك وعقوبة عليه والعتو الاستعصاء وقلة الطواعية
وقوله سبحانه قلنا لهم كونوا يحتمل أن يكون قولا بلفظ من ملك أسمعهم فكان اذهب في الأغراب والهول والاصغار ويحتمل أن يكون عبارة عن القدرة المكونة لهم قردة وخاسئين معناه مبعدين فخاسئين خبر بعد خبر فهذا اختيار أبي الفتح وضعف الصفة فروي أن الشباب منهم مسخوا قردة والرجال الكبار مسخوا خنازير
وقوله سبحانه وإذ تأذن ربك ليبعثن عليهم إلى يوم القيامة من يسومهم سوء العذاب معنى هذا الآية وإذ علم الله ليبعثن وتقتضي قوة الكلام أن ذلك العلم منه سبحانه مقترن بانفاذ وامضاء كما تقول في أمر عزمت عليه علم الله لأفعلن وقال الطبري وغيره تأذن معناه اعلم وقال مجاهد تأذن معناه أمر وقالت فرقة معنى تأذن تألى والضمير في عليهم لبني إسرائيل وقوله يسومهم وقوله من يسومهم قال ابن عباس هي إشارة إلى محمد صلى الله عليه وسلم وأمته يسومون اليهود سوء العذاب قال ع والصحيح أن هذا حالهم في كل قطر ومع كل ملة ويسومهم معناه يكلفهم ويحملهم وسوء العذاب الظاهر منه أنه الجزية والإذلال وقد حتم الله عليهم هذا وحط ملكهم فليس في الأرض راية ليهودي ثم حسن في آخر الآية التنبيه على سرعة العقاب والتخويف لجميع الناس ثم رجى سبحانه بقوله لغفور رحيم لطفا منه بعباده جل وعلا وقطعناهم في الأرض معناه فرقناهم في الأرض قال الطبري عن جماعة من المفسرين ليس في الأرض بقعة إلا وفيها معشر من اليهود والظاهر في المشار إليهم بهذه الآية أنهم الذين بعد سليمان وقت زوال ملكهم والظاهر أنهم قبل مدة عيسى عليه السلام لأنهم لم يكن فيهم صالح بعد كفرهم بعيسى صلى الله عليه وسلم وبلوناهم معناه امتحناهم بالحسنات أي بالصحة والرخاء ونحو هذا مما هو بحسب رأي ابن آدم ونظره والسيئات مقابلات هذه لعلهم يرجعون إلى الطاعة
Página 63