287

Las Joyas Hermosas en la Interpretación del Corán

الجواهر الحسان في تفسير القرآن

Géneros

وقوله سبحانه تلك القرى نقص عليك من أنبائها ولقد جاءتهم رسلنا بالبينات فما كانوا ليؤمنوا بما كذبوا من قبل كذلك يطبع الله على قلوب الكافرين تلك ابتداء والقرى قال قوم هو نعت والخبر نقص وعندي أن أهل القرى هي خبر الابتداء وفي ذلك معنى التعظيم لها ولمهلكها وهذا كما قيل في قوله تعالى الكتاب قال عليه السلام اولئك الملأ وكقوله ابن أبي الصلت تلك المكارم وهذا كثير ثم ابتدأ سبحانه الخبر عن جميعهم بقوله جاءتهم رسلهم بالبينات فما كانوا ليؤمنوا بما كذبوا من قبل هذا الكلام يحتمل وجوها من التأويل أحدها أن يريد أن الرسول جاء لكل فريق منهم فكذبوه لأول أمره ثم استبانت حجته وظهرت الآيات الدالة على صدقه مع استمرار دعوته فلجوا هم في كفرهم ولم يؤمنوا بما سبق به تكذيبهم والثاني من الوجوه أن يريد فما كان آخرهم في الزمن ليؤمن بما كذب به أولهم في الزمن بل مشى بعضهم على سنن بعض في الكفر أشار إلى هذا التأويل النقاش والثالث أن هؤلاء لو ردوا من الآخرة إلى الدنيا لم يكن منهم إيمان قاله مجاهد وقرنه بقوله ولو ردوا لعادوا لما نهوا عنه والرابع أنه يحتمل فما كانوا ليؤمنوا بما سبق في علم الله سبحانه انهم مكذبون به وذكر هذا التأويل المفسرون

وقوله سبحانه وما وجدنا لأكثرهم من عهد الآية اخبر سبحانه أنه لم يجد لأكثرهم ثبوتا على العهد الذي أخذه سبحانه على ذرية آدم وقت استخراجهم من ظهره قاله أبو العالية عن أبي بن كعب ويحتمل أن يكون المعنى وما وجدنا لأكثرهم التزام عهد وقبول وصاة مما جاءتهم به الرسل عن الله ولا شكروا نعم الله عز وجل قال ص لأكثرهم يحتمل أن يعود على الناس أو على أهل القرى أو الأمم الماضية انتهى

وقوله سبحانه ثم بعثنا من بعدهم موسى بآياتنا إلى فرعون وملائه فظلموا بها الآيات في هذه الآية عام في التسع وغيرها والضمير في من بعدهم عائد على الأنبياء المتقدم ذكرهم وعلى أممهم

Página 41