Las Joyas Hermosas en la Interpretación del Corán

al-Taʿalibi d. 429 AH
223

Las Joyas Hermosas en la Interpretación del Corán

الجواهر الحسان في تفسير القرآن

Géneros

ع ارأيتم عند سيبويه تتنزل منزلة اخبروني ولذلك لا تحتاج إلى مفعولين وقوله بغتة معناه لم يتقدم عندكم منه علم وجهرة معناه تبدو لكم مخايلة ومبادية ثم يتوالى حتى ينزل قال الحسن بن أبي الحسن بغتة ليلا وجهرة نهارا وقال مجاهد بغتة فجاءة ءامنين وجهرة وهم ينظرون قال أبو حيان هل يهلك هل حرف استفهام معناه هنا النفي أي ما يهلك ولذلك دخلت الا على ما بعدها انتهى وقوله سبحانه وما نرسل المرسلين إلا مبشرين أي إلا ليبشروا بانعامنا ورحمتنا من آمن ومنذرين بعذابنا وعقابنا من كذب وكفر قال أبو حيان مبشرين ومنذرين حال فيها معنى العلية أي أرسلناهم للتبشير والإنذار انتهى ثم وعد سبحانه من سلك طريق البشارة فآمن وأصلح في امتثال الطاعة وأوعد الآخرين وقوله تعالى قل لا أقول لكم عندي خزائن الله ولا أعلم الغيب ولا أقول لكم اني ملك الآية هذا من الرد على القائلين لولا نزل عليه آية والطالبين أن ينزل ملك أو تكون له جنة أو كنز ونحو هذا والمعنى إنما أنا بشر وإنما اتبع ما يوحى إلي وهو القرآن وسائر ما يأتيه من الله سبحانه أي وفي ذلك عبر وآيات لمن تأمل وقوله سبحانه قل هل يستوي الأعمى والبصير أي هل يستوي المؤمن المفكر في الآيات مع الكافر المعرض عن النظر أفلا تتفكرون وجاء الأمر بالفكرة في عبارة العرض والتحضيض وقوله تعالى وانذر به أي وأنذر بالقرآن الذين هم مظنة الإيمان وأهل للإنتفاع والضمير في به عائد على ما يوحى وقوله سبحانه ليس لهم من دونه ولي ولا شفيع أخبار من الله سبحانه عن صفة الحال يوم الحشر قال الفخر قوله لعلهم يتقون قال ابن عباس معناه وأنذرهم لكي يخافوا في الدنيا وينتهوا عن الكفر والمعاصي انتهى وقوله سبحانه ولا تطرد الذين يدعون ربهم بالغداة والعشي المراد بالذين ضعفة المؤمنين في ذلك الوقت في أمور الدنيا كبلال وصهيب وعمار وخباب وصبيح وذي الشمالين والمقداد ونحوهم وسبب الآية أن بعض أشراف الكفار قالوا للنبي صلى الله عليه وسلم نحن لشرفنا وأقدارنا لا يمكننا أن نختلط بهؤلاء فلو طردتهم لاتبعناك ورد في ذلك حديث عن أبن مسعود وظاهر الأمر أنهم أرادوا بذلك الخديعة فنزلت الآية ويدعون ربهم بالغداة والعشي قال الحسن بن أبي الحسن المراد به صلاة مكة التي كانت مرتين في اليوم بكرة وعشيا وقيل قوله بالغداة والعشي عبارة من استمرار الفعل وأن الزمان معمور به والمراد على هذا التأويل قيل الصلوات الخمس قاله ابن عباس وغيره وقيل الدعاء وذكر الله واللفظة على وجهها وقيل القرآن وتعلمه قال أبو جعفر وقيل العبادة قاله الضحاك وقوله تعالى يريدون وجهه قلت قال الغزالي في الجواهر النية والعمل بهما تمام العبادة فالنية أحد جزئي العبادة لكنها خير الجزءين ومعنى النية إرادة وجه الله سبحانه بالعمل قال الله تعالى ولا تطرد الذين يدعون ربهم بالغداة والعشي يريدون وجهه ومعنى اخلاصها تصفية الباعث عن الشوائب ثم قال الغزالي وإذا عرفت فضل النية وأنها تحل حدقة المقصود فاجتهد أن تستكثر من النية في جميع أعمالك حتى تنوي بعمل واحد نيات كثيرة ولو صدقت رغبتك لهديت لطريق رشدك انتهى وقوله سبحانه ما عليك من حسابهم من شيء قال الحسن والجمهور أي من حساب عملهم والمعنى أنك لم تكلف شيئا غير دعائهم وقوله فتطردهم هو جواب النفي في قوله ما عليك وقوله فتكون جواب النهي في قوله ولا تطرد وفتنا بعضهم ببعض أي ابتلينا وليقولوا معناه ليصير بحكم القدر أمرهم إلى أن يقولوا على جهة الإستخفاف والهزء أهؤلاء من الله عليهم من بيننا فاللام

Página 522