Las Joyas Hermosas en la Interpretación del Corán
الجواهر الحسان في تفسير القرآن
Géneros
من يفعل نحو فعلهم قال صاحب الكلم الفارقية والحكم الحقيقية النفوس المرتكبة للمحارم المحتقبة للمآثم والمظالم شبيهة بالأراقم تملأ أفواهها سما وتقصد من تقذفه عليه عدوانا وظلما تجمع في ظمائرها سموم شرورها وضررها وتحتال لالقائها على الفافلين عن مكائدها وخدعها انتهى ومعنى وهو معهم بالاحاطة والعلم والقدرة ويبيتون يدبرون ليلا ويحتمل أن تكون اللفظة مأخوذة من البيت أي يستترون في تدبيرهم بالجدرات وقوله تعالى هانتم هؤلاء خطاب للقوم الذين يتعصبون لأهل الريب والمعاصي ويندرج في طي هذا العموم أهل النازلة وهو الاظهر عندى بحكم التأكيد بهؤلاء وهي إشارة إلى حاضرين ومن مصابيح البغوي عن أبي داود عن النبي صلى الله عليه وسلم قال من حالت شفاعته دون حد من حدود الله فقد ضاد الله ومن خاصم في باطل وهو يعلمه لم يزل في سخط الله حتى ينزع قال في مؤمن ما ليس فيه اسكنه الله ردغة الخبال حتى يخرج مما قال ويروى من اعان على خصومة لا يدري احق أم باطل فهو في سخط الله حتى ينزع انتهى وقوله تعالى فمن يجادل الله عنهم يوم القيامة الآية وعيد محض ولما تمكن هذا الوعيد وقضت العقول بأن لا مجادل لله سبحانه ولا وكيل يقوم بأمر العصاة عنده عقب ذلك بهذا الرجاء العظيم والمهل المنفسح فقال ومن يعمل سوءا أو يظلم نفسه الآية وباقي الآية بين وقوله تعالى ومن يكسب خطيئة أو إثما ذهب بعض الناس إلى انهما لفظان بمعنى كرر لا ختلاف اللفظ وقال الطبري إنما فرق بين الخطيئة والاثم لان الخطيئة تكون عن عمد وعن غير عمد والاثم لا يكون إلا عن عمد وهذه الاية لفظها عام ويندرج تحت ذلك العموم أهل النازلة المذكورة وبريء النازله بريء وقوله فقد احتمل بهتانا تشبيه إذ الذنوب ثقل ووزر فهي كالمحمولات وبهتانا معناه كذبا ثم وقف الله تعالى نبيه على مقدار عصمته له وإنها بفضل منه سبحانه ورحمة وقوله تعالى لهمت معناه لجعلته همها وشغلها حتى تنفذه وهذا يدل على أن الالفاظ عامة في غير أهل النازلة وإلا فاهل التعصب لبنى ابيرق قد وقع همهم وثبت ثم أخبرتعالى أنهم لا يضلون إلا انفسهم وما يضرونك من شيء قلت ثم ذكر سبحانه ما انعم به على نبيه من انزال الكتاب والحكمة وتعليمه ما لم يكن يعلم قال ابن العربي في رحلته اعلم ان علوم القرءان ثلاثة اقسام توحيد وتذكير واحكام وعلم التذكير هو معظم القرءان فإنه مشتمل على الوعد والوعيد والخوف والرجاء والقرب وما يرتبط بها ويدعو اليها ويكون عنها وذلك معنى تتسع ابوابه وتمتد اطنابه انتهى وباقي الآية وعد كريم لنبيه عليه السلام وتقرير نعمه لديه سبحانه لا إله غيره وقوله تعالى لا خير في كثير من نجواهم إلا من أمر بصدقة أو معروف أو اصلاح بين الناس الآية الضمير في نجواهم عائد على الناس أجمع وجاءت هذه الآيات عامة التناول وفي عمومها يندرج أصحاب النازلة وهذا من الفصاحة والايجاز المضمن الماضي والغابر في عبارة واحدة قال النووي وروينا في كتابي الترمذي وابن ماجه عن أم حبيبة رضي الله عنها عن النبي صلى الله عليه وسلم قال كل كلام ابن أدم عليه لا له إلا أمرا بمعروف أو نهيا عن منكر أو ذكرا لله تعالى انتهى والنجوى المسارة وقد تسمى بها الجماعة كما يقال قوم عدل وليست النجوى بمقصورة على الهمس في الاذن والمعروف لفظ يعم الصدقة والاصلاح وغيرهما ولكن خصا بالذكر اهتماما إذ هما عظيما الغناء في مصالح العباد ثم وعد تعالى بالاجر العظيم على فعل هذه الخيرات بنية وقصد لرضى الله تعالى وقوله تعالى ومن يشاقق الرسول الآية لفظ عام نزل بسبب طعمة بن ابيرق لانه ارتد وسار إلى مكة فاندرج الانحاء عليه في طي هذا العموم المتناول لمن اتصف بهذه الصفات إلى يوم القيامة وقوله نوله ما تولى وعيد بأن يترك مع فاسد اختياره في تودد الطاغوت ثم اوجب تعالى أنه لا يغفر أن يشرك به وقد مضى تفسير مثل هذه الآية وقوله تعالى أن يدعون من دونه إلا إناثا وأن يدعون إلا شيطانا مريدا الآية الضمير في يدعون عائد على من ذكر في قوله ومن يشاقق الرسول وأن نافية بمعنى ما ويدعون عبارة مغنية موجزة في معنى يعبدون ويتخذون ءالهة قلت وفي البخاري إلا إناثا يعنى الموات حجرا ومدرا وما أشبهه انتهى وفي مصحف عائشة إلا أوثانا ونحوه عن ابن عباس والمراد بالشيطان هنا ابليس قاله الجمهور وهو الصواب لأن سائر المقالة به تليق ومريدا معناه متمردا عاتيا صليبا في غوايته واصل اللعن الإبعاد والمفروض معناه في هذا الموضع المنحاز وهو مأخوذ من الفرض وهو الحز في العود وغيره قال ع ويحتمل ان يريد واجبا أن اتخذه وبعث النار هو نصيب ابليس وقوله ولأ ضلنهم الآية معنى اضلنهم اصرفهم عن طريق الهدى ولأمنينهم لأسولن لهم وامانيه لا تنحصر في نوع واحد والبتك القطع وقوله ولآمرنهم فليغيرن خلق الله اختلف المتأولون في معنى تغيير خلق الله وملاك تفسير هذه الآية أن كل تغيير ضار فهو داخل في الآية وكل تغيير نافع فهو مباح وفي مختصر الطبري فليغيرن خلق الله قال ابن عباس خلق الله دين الله وعن إبراهيم ومجاهد والحسن وقتادة والضحاك والسدي وابن زيد مثله وفسر ابن زيد لا تبديل لخلق الله أي لدين الله واختار الطبري هذا القول واستدل له بقوله تعالى ذلك الدين القيم وأجاز أن يدخل في الآية كل ما نهى الله عنه من معاصيه والترك لطاعته انتهى وهو حسن قال ع واللامات كلها للقسم قال ص ولأضلنهم مفعوله محذوف أي عن الهدى وكذا ولا ولأمنينهم أي الباطل وكذا ولآمرنهم أي بالبتك فليبتكن وكذا ولآمرنهم أي بالتغيير فلغيرن كل ما اوجده الله للطاعة فيستعينون به في المعصية انتهى ولما ذكر الله سبحانه عتو الشيطان وما توعد به من بث مكره حذر تبارك وتعالى عباده بأن شرط لمن يتخذه وليا جزاء الخسران وقوله تعالى يعدهم ويمنيهم أي يعدهم باباطيله من المال والجاه وأن لا بعث ولا عقاب ونحو ذلك لكل احد ما يليق بحاله ويمنيهم كذلك ثم ابتدأ سبحانه الخبر عن حقيقة ذلك بقوله وما يعدهم الشيطان إلا غرورا ثم اخبر سبحانه بمصير المتخذين الشيطان وليا وتوعدهم بأن مأواهم جهنم لا يدافعونها بحيلة ولا يتروغون ومحيصا من حاص إذ راغ ونفر ومنه قول الشاعر ... ولم ندر أن حصنا من الموت حيصة ... كم العمر باق والمدى متطاول ...
Página 416