Las Joyas Hermosas en la Interpretación del Corán
الجواهر الحسان في تفسير القرآن
Géneros
وهذا الدعاء إنما أمر به المؤمنون، وعندهم المعتقدات، وعند كل واحد بعض الأعمال، فمعنى قوله: { اهدنا } فيما هو حاصل عندهم: التثبيت والدوام، وفيما ليس بحاصل، إما من جهة الجهل به، أو التقصير في المحافظة عليه: طلب الإرشاد إليه، فكل داع به إنما يريد الصراط بكماله في أقواله، وأفعاله، ومعتقداته؛ واختلف في المشار إليهم بأنه سبحانه أنعم عليهم، وقول ابن عباس، وجمهور من المفسرين: أنه أراد صراط النبيين والصديقين والشهداء والصالحين، وانتزعوا ذلك من قوله تعالى:
ولو أنهم فعلوا ما يوعظون به لكان خيرا لهم
الآية [النساء:66] إلى قوله:
رفيقا
وقوله تعالى: { غير المغضوب عليهم ولا الضالين } ، اعلم أن حكم كل مضاف إلى معرفة أن يكون معرفة، وإنما تنكرت «غير» و «مثل» مع إضافتهما إلى المعارف من أجل معناهما، وذلك إذا قلت: رأيت غيرك، فكل شيء سوى المخاطب، فهو غيره؛ وكذلك إن قلت: رأيت مثلك، فما هو مثله لا يحصى؛ لكثرة وجوه المماثلة.
و { المغضوب عليهم }: اليهود، والضالون: النصارى؛ قاله ابن مسعود، وابن عباس، مجاهد، والسدي، وابن زيد.
وروى ذلك عدي بن حاتم عن النبي صلى الله عليه وسلم، وذلك بين من كتاب الله؛ لأن ذكر غضب الله على اليهود متكرر فيه؛ كقوله:
وباءو بغضب من الله
[آل عمران:112]
قل هل أنبئكم بشر من ذلك مثوبة عند الله...
Página desconocida