Jawahir Balagha
جواهر البلاغة: في المعاني والبيان والبديع
Editorial
المكتبة العصرية
Ubicación del editor
بيروت
Géneros
(١) إذا توالت الجملتان، لا يخلو الحال من أن يكون - للأولى محل من الأعراب - أولا، وان كان لها محل من الاعراب فلا بد من أن يقصد تشريك الثانية لها في حكم الاعراب - أولا، فان قصد التشريك عطفت الثانية عليها نحو الله يحيى ويميت - وإلا فصلت عنها نحو «قالوا إنا معكم إنما نحن مستهزئون الله يستهزىء بهم. لم يعطف قوله الله يستهزىء بهم على ما قبله لئلا يشاركه في حكم المفعولية للقول وهو ليس مما قالوه كما سياتي - وإن لم يكن لها محل من الاعراب، فان كان لها حكم لم يقصد اعطاؤه للثانية وجب الفصل - دفعا للتشريك بينهما - نحو «إنما أنت منذر ولكل قوم هاد»، «الله يعلم ما تحمل كل أنثى» - لم يعطف (قوله الله يعلم) على ما قبله لئلا يشاركه في حكم القصر فيكون تعالى مقصورًا على هذا العلم - وإن لم يكن لها ذلك الحكم نحو: زيد خطيب وعمرو متشرع - أو قصد إعطاء حكمها للثانية نحو إنما زيد كاتب وعمرو شاعر، وجب الوصل كما رأيت - ما لم تكن إحدى الجملتين مطلقا منقطعة عن الأخرى انقطاعا كاملا بحيث لا يصلح ارتباطهما - أو متصلة بها اتصالا كاملا بحيث لا تصح المغايرة بينهما، فيجب الفصل لتعذر ارتباط المنقطعتين بالعطف وعدم افتقار المتصلتين إلى ارتباط به، ويحمل شبه كل واحد من الكمالين عليه فيعطي حكمه - وأعلم أنه لا يقبل في العطف إلا عطف المتناسبات مفردة أو جملا بالواو أو غيرها - فالشرط وجود جهة جامعة بين المتعاطفات، فنحو الشمس والقمر والسماء والأرض، محدثة (مقبول) ونحو الشمس والأرنب والحمار، محدثة (غير مقبول) لكن اصطلاحهم اختصاص الوصل والفصل (بالجمل وبالواو) - فلا يحسن الوصل الا بين الجمل المتناسبة لا المتحدة ولا المتباينة، والأفضل - واعلم أنه إن وجدت الواو بدون معطوف عليه قدر مناسب للمقام - نحو (أو كلما عاهدوا عهدًا) فتقدر (أكفروا وكلما عاهدوا) لأن الهمزة تستدعي فعلا.
1 / 179