Jawahir Adab
جواهر الأدب في أدبيات وإنشاء لغة العرب
Investigador
لجنة من الجامعيين
Editorial
مؤسسة المعارف
Ubicación del editor
بيروت
Géneros
ومنْ كنتَ بحرًا له يا علي ... لا يلقطُ الدُّرّ إلاّ كبارًا وما ضره أن ضمه القفص حصة من الحصص فإن كريم الطير يودع في الأقفاص والقلب ليس له من حنايا الضلوع خلاص فلا بدع أن تستقل في حباته حبات القلوب ويستملح في جنب حلاوته رضاب المحبوب وكأن الثريا لما أخذت شكله فغر الهلال فاه لعنقودها يريد أكله فهو يطاردها في السماء ويأخذ عليها الطريق من الوراء وهي تجري من الأمام مخافة الالتهام هذا لمجرد تشابه في الشكل فكيف بالثريا لو أشبهته حلاوة وريًا فلله تلك العناقيد ما اشد تألقها وأصفى ماءها وأحسن رونقها من كل عنقود تخاله عمود الصبح أحاطت به الدراري أو غصن البان تعلقت به القماري.
فسقى الغيث أرضًا أنبتته ولاثل الدهر عروشًا حملته وأرضًا عرفتنا بأثمارها حلاوة الجنة وأبرزت لنا لمحة من محاسنها المستكنة وأنسانًا عنبها ذكرى دمشق وأزمير وأنبانًا غارسها مصر خير مستقر (وَلاَ يُنَبّئُكَ مِثْلُ خَبِيرٍ) [فاطر: ١٤] وعروسًا كالعروس تتيه في الحلي والملبوس تحسدها المجرة في السماء وتود لو تكون لها هذه البهجة والرواء لازال مولاي يهدي ويهدي وصنائعه تعيد في ثنائه وتبدي
"وأجابه المرحوم الشيخ علي الليثي المتوفي سنة ١٣١٣هـ؟"
وبعد فقد وصل كتاب القاضي الفاضل وأرج الأرجاء بلطيف فواضله وشريف الفضائل وما كنت أظن أن يحصل من زبيبه خماره حتى رأيت الفاضل سبكه في قوالب شتى وصاغه وأتى بما أدهش اللب من أساليب البلاغة فتارة عقدًا على النحور وتارة في ميادين الطلب تطارده البدور
1 / 160