قال: هذه أربعون دينارا فاكتبوا وأرسلوا إليه... فلما كان من الغد قالوا: إنه يداريك. قال: ويلكم إمام يداري من غير بأس أو يكتم حقا أو يخشى في الله أحدا. اختاروا مني أن تقاتلوا معي، وأن تبايعوني على ما بويع عليه علي والحسن والحسين - عليهم السلام - أو تعينوني بسلاحكم أو تكفوا عني ألسنتكم. قالوا: لا نفعل.
قال: الله أكبر!! أنتم والله الروافض الذين ذكر جدي رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - قال: ((سيكون من بعدي قوم يرفضون الجهاد مع الأخيار من أهل بيتي ويقولون ليس عليهم أمر بمعروف ولا نهي عن منكر، يقلدون دينهم ويتبعون أهوائهم...)) روى هذا الهادي عليه السلام، وفي بعض الروايات أنهم نكثوا بعد البيعة خوفا من سلطان بني أمية وتعللوا بهذه التعليلات يبررون موقفهم فلم يقع خلاف بين جعفر وزيد - عليهما السلام - ولا نزاع، وكتب الزيدية طافحة بالرواية عن علي الرضا وموسى الكاظم، وجعفر الصادق، ومحمد الباقر، وزين العابدين، فهم وسائر أولاد الحسنين أسلافنا، ونحن نعتقد أنهم كلهم زيدية، ونتبعهم جميعا لا نفرق بين أحد منهم ونحن له مسلمون، ولو كان بيننا وبينهم أي نزاع لم نجعلهم لنا أسلافا ولما ملأنا كتبنا بالرواية عنهم ولاشتهر ذلك وروته الأمة وأبرزه التاريخ. وهم يروون عن جعفر أنه يدعي أنه الإمام، ونحن ننكر هذا، ونروي عنه ضد هذا، وقد روى الإمام الأعظم إمام اليمن الهادي إلى الحق يحيى بن الحسين بن القاسم بن إبراهيم بن إسماعيل بن إبراهيم بن الحسن بن الحسن بن علي بن أبي طالب - سلام الله عليهم - أن جعفرا قال ليحيى بن زيد يقرىء أباه عنه السلام ويقول له: إن كنت أزعم أني عليك إمام فأنا مشرك. وأنه كان يريد الخروج مع زيد ليقاتل بين يديه وإنما منعه زيد، وقال: إبق مع حرمنا. وأنه قال حين بلغه قتل عمه: ذهب -والله - زيد كما ذهب علي بن أبي طالب والحسن والحسين وأصحابهم شهداء إلى الجنة والتابع لهم مؤمن والشاك فيهم ضال والراد عليهم كافر.
Página 8