Morada del Paraíso
Géneros
حرمة المخالطة ولو سلمنا تنازلا بحرمة المخالطة فأي منافاة بهذا لما أبديناه واريناه من ان حمله لنسائه واولاده استماتة في سبيل الكرامة والشرف ، فان حمله لهن لايستلزم الخالطة بوجه والا لما جاز لامرأة تسافر من محل الى آخر أبدا.
وأغرب من ذلك بل وأعجب جدا قولك : وهناك شيء آخر يخضع للنقد الشخصى وهو ان الخمسة اثواب ... يزيد ثمن الواحد منها على مأة ليرة عثمانية لاتتوافق اقتنائها مع دواعي الزهد التي كانت متجسمة في أبيه وجده سيد الرسل الى آخر من افضت به وافدت في هذه الناحية ، وكأنك تحسب ان الزهد هو الفقر والفلاكة وعدم الوجدان ، وان الغناء والثروة تنافي الزهد ؟ لا يا عزيزي حقيقة الزهد هو عدم الحرص على المال وعدم المبالات في الدنيا وان يكون وجود المال وعدمه عنده سواء ؛ وقد جمع الله الزهد في كلمتين : لكيلا تأسوا على ما فاتكم ولا تفرحوا بما آتاكم (1) وحقيقة الزهد لاتظهر ولاتتجلى الا مع توفر النعم وغزارة المال وبذله وعدم الحرص والتعفف عن رذيلة الشح والبخل : ومن يوق شح نفسه فألئك هم المفلحون (2) أما الفقير المعدم الذي لايجدو لايملك شيئا فأي زهد له ؟ وأي فضيلة له بذلك الزهد القهري وقد سئل الحسن البصري : أنت أزهد أم عمر بن العزيز وهو خليفة المسلمين ، فقال : عمر بن عبد العزيز أزهد مني لانه وجد فعف وتمكن فكف ولعل الحسن لو وجد وتمكن لأستخف وأكل فأسرف.
وأما رسول الله واميرالمؤمنين صلوات الله عليهما وآلهما حيث كانوا يأكلون
Página 146