El lado emocional del Islam
الجانب العاطفي من الإسلام
Géneros
(من كان يريد ثواب الدنيا فعند الله ثواب الدنيا والآخرة وكان الله سميعا بصيرا) . فى أرجاء الشرق والغرب نسمع صياحا بعيد المدى متجاوب الصدى حول رفع مستوى المعيشة! ورفع مستوى المعيشة هدف إنسانى لا ريب فيه. إن الفقر عاهة مؤذية، وعورة بادية، وما يرضى بالفقر للناس رجل له قلب وخلق... ونحن نشد أزر المكافحين فى هذه السبيل، ولا نستكثر جهودنا التى بذلناها بالقلم واللسان والعمل كى نضع آصار البؤس عن البائسين. إلا أننا نتساءل: ثم ماذا بعد أن يغتنى الناس من فقر، ويترفهوا من خشونة؟. هل الغاية التى ينتهى إليها جهاد المصلحين، أن يعيش الناس فوق هذا الثرى يأكلون الطعام، ويسمعون الأغانى، ويطلبون المتع، ويستخدمون آخر ما أنتجت الحضارة من أدوات الترويح والتنعيم؟. أما إعدادهم للدار الآخرة فصفر. أو قليل لا يذكر، لأنهم بين مرتاب فيها أو مكذب لها، أو غافل عنها!!. إن انتهاء العالم إلى هذا المصير فى تفكيره وشعوره، وإلى هذا الوضع فى يقظته ومنامه، معناه أن العالم صرعه الإلحاد وغطته غواشى الكفر والفسوق والعصيان. وهذا ما لا يمكن أن يهادنه الدين أو يعيش بجواره هادئا. وهذه السكرة الزائغة عن الحق وتبعاته، هذه الدنيا التى اشتهيت لذاتها ولم يحسب فيها حساب الآخرة ولم يعرف فيها حق الله، هى التى لعنها الإسلام وصب عليها جام غضبه، وحقرها وحقر أصحابها معها. (ويوم يعرض الذين كفروا على النار أذهبتم طيباتكم في حياتكم الدنيا واستمتعتم بها فاليوم تجزون عذاب الهون بما كنتم تستكبرون في الأرض بغير الحق وبما كنتم تفسقون) والقرآن الكريم يتناول عشاق الحياة من هذا القبيل؟ فيقرر أن مصيرهم إلى سقر، ويندد بما كانوا عليه فى الدنيا من شبع وطيش... (وأما من أوتي كتابه وراء ظهره * فسوف يدعو ثبورا * ويصلى سعيرا * إنه كان في أهله مسرورا) . والإسلام إنما يستنكر السرور الجاحد المستغرق فى العاجلة دون سواها. وهو إذا كان قد نعى فى الآية السابقة على الكافرين إذهابهم طيباتهم فى حياتهم 1 ص 1
Página 158