El lado emocional del Islam
الجانب العاطفي من الإسلام
Géneros
(ألم تر أن الله أنزل من السماء ماء فسلكه ينابيع في الأرض ثم يخرج به زرعا مختلفا ألوانه ثم يهيج فتراه مصفرا ثم يجعله حطاما إن في ذلك لذكرى لأولي الألباب) . فليستعرض الإنسان ما يعرف من مواهب وخلال، وليستعرض فى ذهنه ما يبهره، من عباقرة وأبطال، ثم ليقارن بين تلك القوى الكليلة والقوى المطلقة، وبين هذه العظمات الباهتة العاجزة والعظمة الساطعة الخالدة!! إنه سوف يرى رب العالمين أولى بالتمجيد والإعجاب؟ وأحق بالمحبة والاقتراب... والبشر من الناحية العقلية لا يمارون فى هذه الحقيقة، غير أنها لا تنتقل من ألبابهم إلى قلوبهم فتتحول من فكرة إلى شعور، ومن شعور إلى سلوك. إن هذه الحقيقة تدخل نفوسهم كما يدخل الطعام فى بطن الممعود، لا تستقبلها أجهزة سليمة تحول إلى قوة ونماء وحرارة بل ربما كان فيه الحتف. كذلك البشر يعلمون عن الله ما ينبغى أن يؤسس فى نفوسهم الحب المكين له، ومع ذلك قد يحبون غيره مثله أو أكثر: (ومن الناس من يتخذ من دون الله أندادا يحبونهم كحب الله والذين آمنوا أشد حبا لله) . وندع للإمام الغزالى أن يقارن بين ما يستثير الإعجاب والحب فى شمائل الناس؟ وبين صفات الفرد الصمد جل جلاله؟ قال: " وأما العلم: فأين علم الأولين والآخرين من علم الله تعالى الذى يحيط بالكل إحاطة خارجة عن النهاية حتى لا يعزب عنه مثقال ذرة فى السموات ولا فى الأرض؟ وقد خاطب الخلق كلهم فقال عز وجل: (وما أوتيتم من العلم إلا قليلا) بل لو اجتمع أهل الأرض والسماء على أن يحيطوا بعلمه وحكمته فى تفصيل خلق نملة أو بعوضة ليم يطلعوا على عشر عشير ذلك: (ولا يحيطون بشيء من علمه إلا بما شاء) . والقدر اليسير الذى علمه الخلائق كلهم فبتعليمه علموه كما قال تعالى: (خلق الإنسان * علمه البيان) فإن كان جمال العلم وشرفه أمرا محبوبا، وكان هو فى نفسه زينة وكمالا 226
Página 216