Janaqu Clavos de la Tierra
الجنقو مسامير الأرض
Géneros
إلى أن قاطعها صديقي سائلا: قولي لينا حكايتك شنو مع ود فور؟
أنا والحق يقال خفت، ولأول مرة في حياتي أخشى ردود أفعال لا أستطيع أن أتنبأ بها إطلاقا، نهضت مدت خرطوش الشيشة إلي، دون أن تنظر إلى أي منا، مشت نحو قطية تبعد قليلا عن مجلسنا، القطية الأكبر حجما، منذ أن غابت الشمس أضاءها ود أمونة مع بقية القطاطي الفارغة، حتى لا يتخذها الشيطان مسكنا، اختفت هناك لم يسمع لها حس، لم أستطع أن أتفوه بكلمة، ولو أنني كنت في أشد الحاجة لكي ألومه، وأن أكرر ملحوظتي عن سلوكه الفظ وطريقته المباشرة الفجة عند مخاطبة الناس. «تعلم الكياسة، تعلم كيف تخاطب الناس.»
لم أتفوه بكلمة واحدة، وضعت الخرطوش جانبا، نهضت، ناديت بأعلى صوتي: يا ود أمونة.
وفي لمح البصر، وكأنما كان ينتظر خلف الباب مترقبا النداء، جاء ووقف أمامي في أدب وهدوء قائلا: نعم؟
قلت له: أرح، نمشي.
لم يقل إلى أين ولكنه مضى أمامي ومشيت خلفه، كنا نهرول هرولة، دخلنا زقاقا ضيقا أفضى بنا إلى زقاق ضيق عبر صف من الرواكيب والقطاطي، عبرنا شجرتي نيم خلف زريبة تبيناها من رائحة روث البهائم تفوح منها رائحة «المشك»، ثم يتلوى بنا زقاق آخر؛ ليلفظنا خارج بيت الأم في طريق رحبة، يؤمها السكارى والعاشقون ولفيف من خلق الله، من الجنقو، والجلابة، وبعض عساكر الجيش، ومضى ود أمونة، ومضيت خلفه صامتا إلى أن دخل بيت مختار علي، حينها قال لي: إنت عايز بيت مختار علي، مش كدا؟
قلت له: أيوه.
ولم أسأله كيف عرف ذلك، دخلنا وجدنا مختار علي، وقد خلد إلى النوم، استيقظ بمجرد أن ولجنا الحوش الكبير وصاح: منو؟
قال ود أمونة: نحنا يا مختار. - مرحبا، اتفضلوا.
قال لي ود أمونة مستأذنا: أنا عندي شغل في بيت الأم، لو ما كدا كنت قعدت معاكم، الليلة في ضيوف كتار في البيت، نتلاقى الصباح.
Página desconocida