الفصل السادس عشر
والقيامة ، والحشر والنشر والمحاسبة وما تقدم ذكره ، فاما انكروها و كذبوها لشك في نفوسهم ، وحيرة في قلوبهم، " وطلبهم حقيقة معرفتها و کیفیتها وأبنيتها وماهيتها و كميتها قبل معرفتهم انفسهم ، وحقيقة جوهرها ، و كيفية كونها مع الجسد ؟ ولمم ربطت فيه ؟ ولم تفارقه ؟ ومن أين كان مبدأها ؟ وإلى أين يكون معادها بعد مفارقتها جسدها ؟ وهذه المباحث علم غامض وسر عميق لا طريق اليها للمهتدين بالعلوم والامان إلا بالتصديق لقول المخبرين الصادقين عن الله عز وجل الذين يأخذون هذا العلم تسليما وامانة وتصديقا ، ويزيدونه براهينا عقلية ، وحججة فلسفية ، فيحتاجون ان تكون لهم نفوسز كية ، وأرواح فاضلة ، وقلوب صاغية ، وآذان واعية ، واخلاق طاهرة ، وان يكونوا قد ارتاضوا بالعلوم الموجبة لهم للوقوف
Página 111