284

Colección de Ensayos

جامع الرسائل

Editor

د. محمد رشاد سالم

Editorial

دار العطاء

Edición

الأولى ١٤٢٢هـ

Año de publicación

٢٠٠١م

Ubicación del editor

الرياض

وَكَذَلِكَ قَوْله: ﴿ذَلِك بِأَنَّهُم اتبعُوا مَا أَسخط الله وكرهوا رضوانه﴾ فَإِنَّهُ يدل على أَن أَعْمَالهم أسخطته فَهِيَ سَبَب لسخطه وَسخطه عَلَيْهِم بعد الْأَعْمَال؛ لَا قبلهَا.
وَكَذَلِكَ قَوْله: ﴿فَلَمَّا آسفونا انتقمنا مِنْهُم﴾ وَكَذَلِكَ قَوْله: ﴿إِن تكفرُوا فَإِن الله غَنِي عَنْكُم وَلَا يرضى لِعِبَادِهِ الْكفْر وَإِن تشكروا يرضه لكم﴾ علق الرِّضَا بشكرهم وَجعله مَجْزُومًا جَزَاء لَهُ وَجَزَاء الشَّرْط لَا يكون إِلَّا بعده.
وَكَذَلِكَ قَوْله: ﴿إِن الله يحب التوابين وَيُحب المتطهرين﴾ و﴿يحب الْمُتَّقِينَ﴾ و﴿يحب المقسطين﴾ و﴿يحب الَّذين يُقَاتلُون فِي سَبيله صفا﴾ وَنَحْو ذَلِك فَإِنَّهُ يدل على أَن الْمحبَّة بِسَبَب هَذِه الْأَعْمَال وَهِي جَزَاء لَهَا وَالْجَزَاء إِنَّمَا يكون بعد الْعَمَل وَالسَّبَب.
فصل
صفتا السّمع وَالْبَصَر:
وَكَذَلِكَ " السّمع " و" الْبَصَر " " وَالنَّظَر ". قَالَ الله تَعَالَى: ﴿وَقل اعْمَلُوا فسيرى الله عَمَلكُمْ وَرَسُوله﴾ هَذَا فِي حق الْمُنَافِقين وَقَالَ فِي حق التائبين: ﴿وَقل اعْمَلُوا فسيرى الله عَمَلكُمْ وَرَسُوله والمؤمنون﴾ فَقَوله ﴿فسيرى الله﴾ دَلِيل على أَنه يَرَاهَا بعد نزُول هَذِه الْآيَة

2 / 15