Colección de Ensayos

Ibn Taimiyya d. 728 AH
156

Colección de Ensayos

جامع الرسائل

Investigador

د. محمد رشاد سالم

Editorial

دار العطاء

Número de edición

الأولى ١٤٢٢هـ

Año de publicación

٢٠٠١م

Ubicación del editor

الرياض

وَعدم اتساعه فَإِن الْعَارِف من يرى الْحق فِي كل شَيْء بل يرَاهُ عين كل شَيْء وَقَالَ أَيْضا وَلما كَانَ فِرْعَوْن فِي مرتبَة التحكم وَأَنه الْخَلِيفَة بِالسَّيْفِ وَإِن جَار فِي الْعرف الناموسي لذَلِك قَالَ أَنا ربكُم الْأَعْلَى [سُورَة النازعات ٢٤] أَي وَإِن كَانَ الْكل أَرْبَابًا بِنِسْبَة مَا فَأَنا الْأَعْلَى مِنْهُم بِمَا أَعْطيته فِي الظَّاهِر من الحكم فِيكُم وَلما علمت السَّحَرَة صدقه فِيمَا قَالَ لم ينكروه وأقروا لَهُ بذلك وَقَالُوا لَهُ إِنَّمَا تقضي هَذِه الْحَيَاة الدُّنْيَا فَاقْض مَا أَنْت قَاض فالدولة لَك فصح قَوْله أَنا ربكُم الْأَعْلَى إِلَى أَمْثَال ذَلِك من هَذَا الْكَلَام الَّذِي يُسَمِّيه أَصْحَاب مَذْهَب الْوحدَة وَيَقُولُونَ إِن الْوُجُود واحدكما يَقُوله ابْن عَرَبِيّ صَاحب الفتوحات وَابْن سبعين وَابْن الفارض والتلمساني وأمثالهم عَلَيْهِم من الله مَا يستحقونه فَإِنَّهُم لَا يجْعَلُونَ للخالق سُبْحَانَهُ وجودا مباينا لوُجُود الْمَخْلُوق وَهُوَ جَامع كل شَرّ فِي الْعَالم ومبدأ ضلالهم من حَيْثُ لم يثبتوا للخالق وجودا مباينا لوُجُود الْمَخْلُوق وهم يَأْخُذُونَ من كَلَام الفلاسفة شَيْئا وَمن الْكَلَام الْفساد من كَلَام المتصوفة والمتكلمين شَيْئا وَمن كَلَام القرامطة والباطنية شَيْئا فيطوفون على أَبْوَاب الْمذَاهب ويفوزون بأخس المطالب ويثنون على مَا يذكر من

1 / 167