Compendio sobre las medicinas simples y los alimentos

Ibn Baytar Andalusi d. 646 AH
57

Compendio sobre las medicinas simples y los alimentos

الجامع لمفردات الأدوية والأغذية

Investigador

لا يوجد

Editorial

دار الكتب العلمية

Número de edición

لا يوجد

Año de publicación

1422هـ-2001م

Ubicación del editor

بيروت/لبنان

ديسقوريدوس في الثانية : سماريس وهو صنف من السمك رأس المملوح منه إذا أحرق قلع اللحم الزائد في القروح ومنع القروح الخبيثة من أن تسعى في البدن ويقلع الثآليل التي يقال لها أبلو واللحم الزائد في الأبدان الذي يقال له باليونانية بومو وتسميه الأطباء بالعربية اليوث ولحمه يوافق من لسعه العقرب أو عضه كلب كلب كالذي يفعله لحم كل سمك مالح . وفرميون وهو سمك بحري الطري منه إن أخذ وصير في بطن خنزير وخيط البطن وطبخ بثمانية عشر رطلا ماء إلى أن يصير إلى ثلاثة أرطال وصفي وبرد وسقي منه أسهل إسهالا كثيرا برفق وإذا تضمد به من عضه أو نهشه شيء من الهوام انتفع به . الرازي في دفع مضار الأغذية : فلنقل الآن في السمك فنقول إن الفاضل جالينوس قد حكم حكما كليا بأن جميع السمك رديء عسر الهضم وهو كذلك ولعسره ما يتولد منه الدم وإذا تولد كان مملوءا بلزوجات ويتولد منه بلاغم غليظة رديئة ، ويتولد منها أمراض خبيثة وأعظم ضرره على من لم يعتده إذا الجئ إلى إدمانه وهو يختلف بحسب أجناسه وعظم جثته وجودة مائه ومكانه الذي يتكون ويكون فيه وبحسب مواضيع منه من شيء أو قلي أو مقر أو تمليح والعظيمة الجثة منها أكثر غذاء وأكثر فضولا والكثير السهوكة المنتنة الرائحة القليلة اللذاذة رديء الخلط جدا لا ينبغي أن يؤكل وبالجملة أجود السمك ألذه وأقله سهوكة صغيرا كان أو كبيرا وقلما يكون السمك الجيد في النقائع والآجام والمياه القائمة الرديئة وقد يكون في الأودية العظام والقنى العذبة وفي البحر وفي مواضع من البحر دون بعض سمك جيد حسن اللون طيب الرائحة قليل السهوكة وما اصفر وما اسود من السمك فهو رديء في أكثر الأمر وقد يصلح السمك الهاربا وإذا اتخذ بالخل للمحمومين والمحرورين وينفع أصحاب اليرقان والأكباد الحارة وأضر ما يكون السمك بأصحاب الأمزجة الباردة والمعد البلغمية فإنه يولد في هؤلاء عن إدمانه أمراضا رديئة في العصب والدماغ ، ولذلك ينبغي لمن يضطر منهم إلى إدمانه أن يقليه أو يشوبه بدهن الحور والزيت وأن يأكله بالفلفل المسحوق ويأخذ عليه الزنجبيل المربى ويشرب عليه الشراب الصرف القوي المقدار ويصابر العطش ما يمكن فإن السمك طريه ومالحه جميعا معطش وإن اتفق في حالة أن يشرب عليه من الماء فإنه يميد المعدة ويشتاق إلى القيء والأجود أن لا يأكل السمك إلا يوما يعزم فيه على القيء ومتى أكل منه ولم يتفق القيء شرب بعده دواء مسهلا ليخرج من المعدة والبدن ما يولده من البلغم اللزج والزجاجي الذي كثيرا ما يكون سببا للقولنج الصعب والفالج والسكتة والعسل أيضا مما يصلح إذا أخذ عليه ويجلو بلاغمه ويغير مزاجه ولا سيما إن كان مع شيء من الأفاويه إلا أنه من قبل أن يزيد في العطش إنما كان الخل أوفق منه في إصلاحه وذلك لمن يكثر به العطش ويسرع إليه . والمكبب من السمك على الجمر أخف على المعدة من المقلو في الدهن ولا سيما الهاربي والصغار منه فأما ما لوث في الدقيق وقلي بالدهن فوخم جدا كثير الأعطاش بطيء النزول والمالح من السمك أيضا فلا يخلو من توليد البلاغم الزجاجية على ممر الأيام ولكن أكثر وأسرع ما يتولد منه البلاغم المالحة التي تكون سببا للجرب المتقشر والقوابي البيض ويفسد المزاج على الأيام ويؤدي إلى الإستسقاء وذلك أنه لا يدر البول بل يسد مجاريه ومجاري الكبد ويدعو إلى كثرة شرب الماء إلا أنه أقل توليدا للقولنج فيمن لم يعتلى ويكثر منه ، فأما من اعتاده فربما جفف البطن تجفيفا شديدا ويصلح السمك المالح مرة بالخل إذا أكل معه أو مقربه فيقل توليده للعطش ويلطف البلغم المتولد منه ومرة بأن يقلي بالدهن ويؤكل بعده العسل والفانيذ ، فيغير الدهن مزاجه القشف الذي أكسبه الملح ويقلل أيضا إعطاشه . الرازي في الحاوي : قال جالينوس في كتاب الأغذية : إن السمك يختلف النوع الواحد منه بحسب اختلاف مكانه فلحم ما يكون منه في مواضع فيها حمأة وعكر وكدر وفضول كثيرة فعلى غاية اللزوجة والذي يكون في الماء الصافي أجود وأفضل وخاصة إن كان ذلك الماء يحرك برياح تهب والذي يكون في الماء الصافي بحيرات يسترها عن الريح شيء فهو أجود مما يكون في بحيرات كثيرة الأمواج لأن رياضته تكون أكثر وفضوله أقل وأخس من هذا الذي يكون في فوهة النهر مخرج أقذار مدينة وأوساخها وما كان في بحيرة تتصل بنهر عظيم من أحد جانبيه وببحر عظيم من الجانب الآخر وما كان في بحيرات منقطعة عن الأنهار والبحار خاصة إن كانت هذه غدرانا صغارا لا ينصب إليها أنهار كبار ولا فيها عيون عظام تتبع والذي في المياه التي ليست جريتها قوية رديء أيضا والذي في نقائع الماء والآجام لحمه في الغاية القصوى من كثرة الفضول والرداءة والذي يكون في الأنهار فأجوده ما يكون في أنهار قوية الجرية حادتها ، وأما ما يكون في أنهار تفيض إلى بحيرات فليس هو الجيد وجودة السمك تكون من قبل غذائه وذلك أن منه ما يغتني من حشيش وأصول نبات يكون لحمه لذلك أجود ومنه ما يغتذي من حمأة وأصول رديئة فيكون أخس ومنه ما يغتني من أقذار مدنية وأوساخها فيكون لذلك أيضا أردأ من جميع السمك حتى أنه إن مكث فضل قليل بعد إخراجه من الماء نتن وما كان من السمك كذلك فكله رديء الطعم عسر الهضم والذي فيه من الغذاء الجيد مقدار يسير ومن الفضول كثير . وأفضل السمك ما كان في بحر صاف نقي الماء جدا وخاصة إن كان شط ذلك البحر ليس أرضا ترابية ردغة بل إما رملية وإما خشنة صخرية فإن كان مع ذلك البحر ليس أرضا ترابية وكان سمكه يستقبل الشمال كان سمكه بكثير أفضل وذلك أنه تكثر حركته بمهب الريح الذي يخالطه لما وصفناه مما يزيد في جودة الطبع وفضيلة جوهره والسمك الذي يكون في البحيرة المتصلة من أحد جانبيها بنهر عظيم ، ومن الجانب الآخر ببحر لحمه بين السمك البحري والنهري لأنها تستريح إلى الماءين ومن طبع هذا السمك أن يغالب جريه ماء النهر ويبعد عن البحر كثيرا إلا أن السمك البحري ليس له شوك صغار وأما السمك الذي يدخل إلى البحر من الأنهار فإنه مملوء شوكا صغارا يؤخذ ليعرف الجيد من السمك بأن لا يكون في لحمه فضل حدة وحرافة وأما التفه الطعم أو الغالب في طعمه طعم الشحم والدسم فهو أحسن في اللذاذة وأردأ في عسر الهضم وهو أيضا رديء للمعدة رديء الغذاء . وما كان من السمك فيه رطوبة ولزوجة مخاطية فإنه إذا ملح أذهب الملح عنه ذلك والقريب العهد بالملح أفضل والدم المتولد من جميع السمك أرق وألطف من المتولد من المواشي وغذاؤه أسرع تحليلا وأما السمك القليل الرطوبة الذي يكون يكاد يتفتت لعدم الرطوبة والسمين فإنه كثير الغذاء لأنه صلب أرضي قليل الرطوبة والدسم ينفذ سريعا أول ما يؤكل ثم يرجع فيقلل الشهوة ، وأما السمك الصخري فسريع الإنهضام وفي غاية الجودة والموافقة لحفظ الصحة لأنه يولد دما متوسط القوام ويتلو السمك الصخري في الفضل السمك اللجي والذي يرعى في مواضع أقذار مدنية فإنه ما ازداد سمنا كان أردأ غذاؤه وأكثر فضولا وما صلب لحمه وغلظ من السمك أكل بالصباغات وبالأشياء الملطفة . وما كان منه فاضلا محمودا فإنه يصلح أسفندياجا للناقهين . وأما الأصحاء الأعضاء فيصلح لهم المشوي على الطابق المكبب . ابن ماسه : المارماهي يزيد في الباه . جالينوس في السادسة : من منافع الحيوان أنه أبرد الحيوان والدليل على أن السمك بارد أنه إما عديم الدم وإما قليله ، وقال في الخامسة من تدبير الأصحاء أن السمك مدحه في كثير من الناس باطل فإنه وجميع ما يتخذ منه عسر الهضم يولد السدد في الأحشاء وغيرها ، وإنما يقلل من سدده إذا أكل معه عسل كثير ويسخنه العسل ويلطفه ويسرع إخراجه ولا ينبغي أن يؤخذ على السمك المالح الجوارشنات الحارة كي لا يلتهب البدن منه من ساعته ويثور الحمو بل يكفي في ذلك العسل والفانيذ وليس يجوز أن يأخذ أيضا ذلك عليه من كان محرورا لكن ينبغي أن يشرب عليه السكنجبين الحامض ويتجرع عليه الخل ويؤكل ممقورا وأشر ما يكون السمك وأوخمه وأبطؤه نزولا إذا جمع إلى البيض ولا يكاد يسلم من أكله من الهبضة . ولذلك ينبغي أن يشرب عليه من ساعته شراب يسير صرف حتى إذا نزل قليلا عن فم المعدة شرب عليه شرابا كثيرا ممزوجا ليلين عليه البطن سريعا ويخرج ثم يؤكل الغذاء بعد خروجه بيوم من الجلنجبين العسلي أو العتيق من السكري على حسب مزاج البدن ويشرب عليه من به غثى شربة من رب السفرجل ومن لا غثى به شربة من ماء حار يغلي غليانا . |

Página 45