الظالم، فقل من حلف هنالك كاذبا إلا عجلت له العقوبة وكان ذلك يحجز الناس عن المظالم (1).
وقيل: لأن الشاذروان هو الحطيم، لأن البيت رفع بناؤه وترك هو بالأرض محطوما (2).
والحطيم عندنا: هو الحجر- بكسر الحاء وسكون الجيم- وهو الموضع الذى نصب فيه ميزاب البيت، وإنما سمى بالحطيم لأنه حطم من البيت أى كسر، كذا فى كتبنا.
وأما المتعوذ والمدعى فروى عن ابن عباس أن الملتزم والمتعوذ والمدعى ما بين الحجر الأسود والباب. وعن عمر بن عبد العزيز رضى الله عنه أن ما بين الركن الاسود والباب، هو الملتزم، وما بين الركن اليمانى والباب المسدود هو المتعوذ. كأنه جعل الأول موضع رغبة، والثانى موضع استعاذة.
وعن عمرو بن العاص أنه طاف بالبيت ثم استلم الحجر وقام بين الركن والباب، فوضع صدره ووجهه وذراعيه وكفيه وبسطهما بسطا، ثم قال: كذا رأيت رسول الله (صلى الله عليه وسلم) يفعله (3).
مطلب: دعاء آدم على نبينا وعليه الصلاة والسلام
وأخرج الأزرقى فى «تاريخه» أن آدم (عليه السلام) طاف بالبيت سبعا حين نزل، ثم صلى تجاه الكعبة ركعتين، ثم أتى الملتزم فقال: اللهم إنك تعلم سريرتى وعلانيتى فاقبل معذرتى. وتعلم ما فى نفسى وما عندى فاغفر لى ذنوبى. وتعلم حاجتى فأعطنى سؤلى.
اللهم إنى أسألك إيمانا يباشر قلبى ويقينا صادقا حتى أعلم أنه لن يصيبنى إلا ما كتبت لى، والرضا بما قضيت على، فأوحى الله تعالى إليه: يا آدم قد دعوتنى بدعوات واستجبت لك، ولن يدعونى بها أحد من ولدك إلا كشفت همومه وغمومه، وكففت عليه ضيعته، ونزعت الفقر من قلبه، وجعلت الغنى بين عينيه، وتجرت له من وراء تجارة كل تاجر، وأتته الدنيا وهى راغمة وإن كان لا يريدها، ثم قال: فمنذ طاف آدم كانت سنة الطواف انتهى (4).
Página 48