Jamic Latif
الجامع اللطيف في فضل مكة وأهلها وبناء البيت الشريف
Géneros
الخاتمة
نسأل الله حسن الخاتمة فى ذكر الأماكن المعظمة والمشاهد المكرمة التى تقصد زيارتها المشهورة بالفضل بمكة شرفها الله تعالى وحرمها وضواحيها من المواليد والدور والمساجد والجبال والمقابر وما أشبه ذلك أما المواليد فمنها وهو أجلها: مولد سيدنا رسول الله (صلى الله عليه وسلم) فنبدأ به وهو بمكة فى المكان المعروف بسوق الليل مشهور بمولد النبى (صلى الله عليه وسلم) (1).
وكان عقيل بن أبى طالب قد استولى عليه زمن الهجرة، وفيه وفى غيره أشار (صلى الله عليه وسلم) بقوله فى حجة الوداع وهل ترك لنا عقيل من ظل أو منزل، ولم يزل بيد عقيل وولده حتى باعه بعضهم من محمد بن يوسف الثقفى أخى الحجاج، فأدخله فى داره التى يقال لها البيضاء، ولم يزل كذلك حتى حجت الخيزران أم الخليفتين موسى الهادى العباسى وأخيه هارون الرشيد، فأخرجته وجعلته مسجدا يصلى فيه (2).
وكون هذا المكان مولده (صلى الله عليه وسلم) مشهور متوارث يأثره الخلف عن السلف، وجرت العادة بمكة فى ليلة الثانى عشر من ربيع الأول فى كل عام أن قاضى مكة الشافعى يتهيأ لزيارة هذا المحل الشريف بعد صلاة المغرب فى جمع عظيم منهم الثلاثة القضاة وأكثر الأعيان من الفقهاء والفضلاء، وذوى البيوت بفوانيس كثيرة، وشموع عظيمة وزحام عظيم، ويدعى فيه للسلطان ولأمير مكة، وللقاضى الشافعى بعد تقدم خطبة مناسبة للمقام، ثم يعود منه إلى المسجد الحرام قبيل العشاء ويجلس خلف مقام الخليل (عليه السلام) بإزاء قبة الفراشين، ويدعو الداعى لمن ذكر آنفا بحضور القضاة وأكثر الفقهاء، ثم يصلون العشاء وينصرفون.
Página 285