240

Jamic Latif

الجامع اللطيف في فضل مكة وأهلها وبناء البيت الشريف‏

Géneros

العثمانى (1) وموسى بن عيسى بن موسى بن محمد بن على والد العباس وعلى المتقدم ذكرهما.

وأما ولاتها فى خلافة الأمين محمد بن هارون الرشيد العباسى: فداود بن عيسى بن موسى بن محمد بن على بن عبد الله بن عباس، وكان ذلك فى سنة ثلاث وتسعين- بتقديم المثناة على السين- واستمر إلى انقضاء خلافة الأمين فى سنة ست وتسعين وهو الذى تولى خلع الأمين بمكة فيها.

وأما ولاتها فى خلافة المأمون أمير المؤمنين عبد الله بن هارون الرشيد فداود المذكور أيضا، ولاه المأمون بعد خلع الأمين، واستمر إلى أواخر سنة تسع وتسعين ومائة- بتقديم المثناة الفوقية- ثم فارق مكة متخوفا من الحسين بن الحسن بن على بن على بن الحسين بن على بن أبى طالب المعروف بالأفطس وسببه أن أبا السرايا السرى بن منصور الشيبانى داعية ابن طباطبا لما تغلب واستولى على العراق ولى مكة الحسين بن الحسن الأفطس فسار إلى أن وصل إلى وادى سرف (2) المعروف فى وقتنا هذا بالنوارية- بتشديد النون- على مرحلة لطيفة من مكة إلى جهة مر الظهران، فتوقف عن الدخول خشية من أميرها داود فلما بلغه خروج داود دخلها ليلة عرفة فطاف وسعى ثم مضى إلى عرفة فوقف بها ليلا ثم دفع إلى مزدلفة فصلى بالناس الصبح، ثم دفع إلى منى، فلما انقضى الحج عاد إلى مكة فلما كان مستهل المحرم سنة مائتين نزع الحسين المذكور كسوة الكعبة التى كانت عليها من قبل العباسيين، ثم كساها كسوتين أنفذهما معه أبو السرايا المذكور من قز رقيق، إحدهما صفراء والأخرى بيضاء، ثم عمد الأفطس إلى خزانة الكعبة وأخذ ما فيها من الأموال فقسمها مع كسوة الكعبة على أصحابه، وهرب الناس من مكة لأنه كان يأخذ أموال الناس ويزعم أنها ودائع بنى العباس عندهم.

ولم يزل كذلك على ظلمه إلى أن بلغه قتل مرسله أبى السرايا فى سنة مائتين، فلما علم بذلك ورأى الناس قد تغيروا عليه لما فعله معهم من القبيح واستباحة الأموال جاء هو وأصحابه إلى محمد بن جعفر الصادق بن محمد الباقر بن زين العابدين بن على بن الحسين

Página 256