El Gran Recopilador de Poemas y Prosa

Diya al-din Ibn al-Atir d. 637 AH
137

El Gran Recopilador de Poemas y Prosa

الجامع الكبير في صناعة المنظوم من الكلام والمنثور

Investigador

مصطفى جواد

Editorial

مطبعة المجمع العلمي

وما خلفكم لعلكم ترحمون وما تأتيهم من آية من آيات ربهم إلا كانوا عنها معرضين). ألا ترى كيف حذف الجواب عن (إذا) من الكلام، وهو مدلول عليه يقوله تعالى (إلا كانوا عنها معرضين). كأنه قال (إذا قيل لهم اتقوا ما بين أيديكم وما خلفكم لعلكم ترحمون). ثم قال: (ودأبهم الإعراض عن كل آية وموعظة). الضرب الحادي عشر من القسم من النوع الرابع في حذف (لا) من الكلام وهي مرادة وذلك كقوله تعالى: (قالوا تالله تفتأ تذكر يوسف حتى تكون حرضًا أو تكون من الهالكين) فقوله: (تفتأ) يريد: لا تفتأ فحذف (لا) من الكلام، وهي مرادة. والمعنى: تالله لا تزال تذكر يوسف. ومن هذا الضرب قول امرئ القيس: فقلت: يمين الله أبرح قاعدًا ... ولو قطعوا رأسي لديك وأوصالي تقديره: لا أبرح قاعدًا، فحذفت: (لا) من هذا الموضع، وهي مرادة، وقس عليه. الضرب الثاني عشر من القسم الأول من النوع الرابع في الاستئناف وهو حذف السؤال المقدور؛ وذلك ضرب من التأليف لطيف الأمر، عجيب المغزى، ولا تجد بابًا من أبواب الحذوف أحسن مأخذًا منه، ولا أطرف خبرًا، وهو ينقسم قسمين: الأول: إعادة الأسماء والصفات.

1 / 137