============================================================
و توضأ في قبقاب له، وصلى ركعتين، فلما سلم صرخ صرخة عظيمة، وأخذ فردة من القبقاب ورمي بها في [الهواء) فغابت عن أبصارنا، ثم صرخ صرخة أخرى وأخذ الفردة الأخرى، ورمى بها في [الهواء) فغابت عن آبصارنا، ثم جلس ولم يجسر أحد على سؤال ذلك منه، ثم بعد ثلاثة وعشرين يوما، قدمت قافلة من بلاد العجم وقالوا: إن معنا للشيخ نذرا، فاستأذناه، فقال: خذوه، فأعطونا منا من حرير، وثيابا من خز وذهبا وقبقاب الشيخ الذي رمى به في [الهواء) فقلنا لهم من أين لكم هذا القبقاب؟ قالوا: بينما نحن مسافرون يوم الأحد ثالث صفر إذ خرجت علينا عرب لهم مقدمان، فانتهيوا أموالنا، وقتلوا منا، ونزلوا واديا يقتسمون الأموال، ونزلنا نحن على شفير الوادي، فقلنا: لو ذكرنا الشيخ عبد القادر، ونذرنا له شيئأ من أموالنا إن سلمت، فما هو إلا أن ذكرناه فسمعنا صرختين عظيمتين ملاتا الوادي، ورأيناهم مذعورين فظننا أن قد جائهم عرب آخرون، فجاء إلينا بعضهم، وقال لنا: تعالوا خذوا أموالكم وانظروا ما قد دهمنا، فأتوا بنا إلى مقدميهم، فوجدناهم ميتين، وعند كل واحد منهما فردة قبقاب مبتلة بماء فردوا علينا أموالنا، وقالوا هذا الأمر بنا عظيم اال وروي مسندا عن قاضي القضاة ابي صالح نصر وأبي المحاسن فضل الله أبناء الإمام عبد الله وعبد الرزاق ابني الشيخ محي الدين عبد القادر، قال أخبرتا والدنا قال كل منهما أخبرني الشيخ أبو الحسن بن الطنطنة البغدادي صبيحة دفن والدي، وقال: كنت اشتغل بالعلم على سيدي محي الدين عبد القادر وكنت أسهر اكثر الليل أترقب حاجة له فخرج من داره ليلة من صفر سنة ثلاث وخمسين وخمسمائة فناولته إبريقا، فلم يأخذه، وقصد باب المدرسة فانفتح له الباب وخرج، وخرجت خلفه وأنا أقول آنه لا يشعر بي، ومشى إلى آن قرب باب بغداد فانفتح له الباب، وخرج اا و خرجت خلفه ثم عاد الباب مغلقأ، ومشى غير بعيد وإذا نحن ببلد لا أعرفه، فدخل فيه مكانا شبيها بالرباط فإذا قيه ستة نفر فبادروا بالسلام
Página 239