216

Jamic

جامع أبي الحسن البسيوي جديد

Géneros

وكذلك صيام شهر رمضان واسع جهل معرفته لمن أقر بالإسلام ما لم يحضر وقت الشهر، فإذا حضر هلال شهر رمضان وجب عليه معرفته وصومه على كل بالغ عاقل مقيم، حاضر غير مسافر ولا مريض، فإن جهل أحد ولم يصمه أو لم يصم منه يوما واحدا هلك ولم يعذر بذلك ولم يسعه.

وقد أوجب الله شريعة الصوم والزكاة في كتابه، وإنما قلنا: يسع جهل ذلك لمن جهله ما لم يلزمه، فأما إذا وجب لم يعذر أحد في ذلك، وذلك إذا قام به بعض المسلمين؛ لأن نقل الشريعة فرض على الكفاية، ولم يسع أن يترك ذلك الجميع ولا يعذرون، وإنما يعذرون في ذلك بعذر، والمتعلم لذلك قبل وقته أفضل.

ومن لزمه الصوم لزمه أن يجتنب فيه ما يفسد عليه صومه، فإن جهل ذلك وأفسد صومه لم يعذر بذلك، وإنما يسعه ما لم يركب ما يفسد عليه صومه.

ومن ترك شيئا من فرائض الصيام لم يسعه ولم يعذر، وإنما قلنا: يعذر ما لم يعلم أو تقم عليه الحجة، أو يحضر وقت ذلك ولزومه، وصومه، وكذلك الزكاة.

وكذلك يسع جهل معرفة الكفارات التي في كتاب الله، التي يكفر من تركها ما لم يحلف ويحنث، وتجب عليه الكفارة؛ فإذا وجبت عليه الكفارة لحنثه أو لصومه، أو في القتل لزمه علمه والعمل به، والكفارة كما أوجبها الله وسنها رسوله، فإن جهل ذلك بعد لزومه وتركه لم يعذر بذلك ولم يسعه تركه، ولا يسعه ركوب ما يفسد عليه صومه بجهل ولا علم، وإنما يسعه ما لم يلزمه شيء من ذلك.

وكذلك من أفطر في سفره /157/ أو في مرضه فعليه البدل، فإن صح وجهل ذلك ولم يبدله لم يعذر بذلك، وإن هو نسيه حتى مات بعذر من الله فهو معذور في النسيان، وإنما عليه عدة من أيام أخر غير محدودة، فإنما التارك لذلك بالعمد أو الجهل فغير معذور، وكل هذا حجته في كتاب الله، وسوف نفسره في موضعه إن شاء الله.

Página 216