213

Jamic

جامع أبي الحسن البسيوي جديد

Géneros

وقد قال الله تعالى: {وما أرسلنا [من قبلك] من رسول إلا نوحي إليه أنه لا إله إلا أنا فاعبدون}، وقال: {أولئك الذين هدى الله فبهداهم اقتده}، وقال: {اتبع ملة إبراهيم حنيفا} يعني: مستقيما بالإسلام، وهي الجملة التي من أقر بها وصدق بجملة الإسلام حرم ماله ودمه، وصار موحدا، وإن أنكر شيئا منها كان مشركا، وقوتل على ذلك، واستحل ماله ودمه، وعلى ذلك قاتلهم رسول الله /154/ ^ حتى دخلوا في الإسلام.

وفي هذه الجملة التي وصفت لك أنه لا يسع جهلها جميع من تعبد الله بها من عباده، وذلك له تفسير؛ لأن جملة ما تعبد الله به عباده في كتابه، وفي سنة نبيه، ومن القياس عليهما، والإجماع على ذلك؛ فمن أقر بما جاء به محمد ^ فقد أقر بجملة الإسلام، وقد قال الله: {وما ينطق عن الهوى * إن هو إلا وحي يوحى}، وقال: {وما آتاكم الرسول فخذوه وما نهاكم عنه فانتهوا}.

فهذا من الجملة التي من لم يقر بها لم يكن مسلما، ومن أنكر شيئا منها كان مشركا، وقد يدخل في هذه الجملة أشياء لا يسع جهلها إذا ذكرت، ويسع جهلها ما لم تذكر، وذلك معرفة تفسير التوحيد يسع جهله ما لم يذكر ولا يسع إذا ذكر إلا الإيمان به، والقيامة والبعث والحساب والجنة والنار والثواب والعقاب، إذا ذكر لم يسع إلا الإيمان به والتصديق به، وذلك يسع ما لم يذكر أو يخطر بالبال، وتقوم الحجة بذلك، فإذا قامت الحجة به لن يسع إلا الإيمان والتصديق به. وكذلك الوعد الوعيد يسع جهل ذلك ما لم تقم الحجة، ولا يسع بعد قيام الحجة.

Página 213