169

Jamic

جامع أبي الحسن البسيوي جديد

Géneros

وقد قيل: إن معنى ذلك: ما خلقتهما وما بينهما إلا بالحق، وأنا الإله أثيب من أطاعني، وأعاقب من عصاني، ويؤيد ذلك قول الله: {أفحسبتم أنما خلقناكم عبثا وأنكم إلينا لا ترجعون}، فلم يخلق الله ذلك ولم يخلقهم عبثا، وإنما خلق ذلك بالحق، وأنهم إليه راجعون، فيثيب من أطاعه ويعاقب من عصاه؛ لأن الكافرين ظنوا أنهم لا يعذبون ولا يعادون، ولا لهم رجعة إليه، فأكذبهم الله بقوله: /122/ {وما خلقنا السماء والأرض وما بينهما باطلا}، وقال: {ما خلقناهما إلا بالحق}؛ أي لم أخلقهما إلا بالحق، وليس في ذلك معنى؛ لأنه قال: {أفحسبتم أنما خلقناكم عبثا وأنكم إلينا لا ترجعون}.

باب:

مسألة: في الرزق

- وسأل عن الرزق: أهو من الله؟

قيل له: نعم، كذلك نقول، وقد قال الله في كتابه ما يدل على أنه هو الرازق، قوله تعالى: {يا أيها الناس اذكروا نعمت الله عليكم هل من خالق غير الله يرزقكم من السماء والأرض} فهو الخالق الرازق.

وقال: {قل من يرزقكم من السماء والأرض أمن يملك السمع والأبصار}؛ فلا رازق إلا الله الذي يملك السمع والأبصار، {ومن يخرج الحي من الميت ويخرج الميت من الحي ومن يدبر الأمر}.

Página 169