126

Jamic

جامع أبي الحسن البسيوي جديد

Géneros

فأما الخالق فلا يشبه فعله بفعل المخلوقين؛ إذ هو لا يشبههم، وليس كمثله شيء، ففعله غير مكتسب، وهو خلق /89/ أحكمه الله وأتقن تدبير أفعال خلقه كلها.

فإن قال: «خصلتان لا ينفع معهما صوم ولا صلاة -فيما روي عن رسول الله ^-: الإشراك بالله، وأن يزعم عبد أن الله أجبره على معصيته».

قيل له: كذلك نقول .

5- باب:

مسألة: في خلق الأفعال

- وسأل فقال: ما معنى قول الله: {أتعبدون ما تنحتون * والله خلقكم وما تعملون}؟

قيل له: الآية على ظاهرها أنه خلقهم وخلق أعمالهم |لهم|، لا خالق غير الله، كما قال: {هل من خالق غير الله}.

فإن قال قائل:{خلقكم وما تعملون} يقول: نحتم من خشب، يقول: خلقكم وخلق الخشب الذي عملتم منه صنما، فسمى الصنم الذي عملوه عملا لهم.

قيل له: فإذا سمى الصنم الذي نحتوه عملا لهم، وقد قال: {خلقكم وما تعملون}، فقد أخبر أنه خلق عملهم ذلك، ونحتهم وحركاتهم للصنم، والمنكر لذلك عليه الدليل، ألا ترى أنه قال: {خلقكم وما تعملون}، فجمع بهذا كل عمل، فمن ذلك قلنا: إن أعمالهم مخلوقة، إذ كان ذلك من قوله.

فإن قال: إنما قال إبراهيم لقومه: {أتعبدون ما تنحتون * والله خلقكم وما تعملون} من الخشب الذي تنحتونه أصناما؟

قيل لهم: إن جاز لكم أن تقولوا: إن قوله: {خلقكم وما تعملون} خاص للأصنام دون ما كانوا يعملون من السيئات لجاز لكم أن تزعموا أنه خاص لتلك الأصنام والخشب الذي خاطب إبراهيم فيها قومه، دون غيرها من الخشب والأصنام.

فإن قال: كل خشب وصنم يكون فهو مخلوق، لقوله: {خلقكم وما تعملون}؟

Página 126