للإجابة إذا كان وقوع ما يقع من ذلك الشيء الذي دعا الله به وهو لا محالة فاعله قد يقع على وجه الإجابة وعلى غير وجه الإجابة؛ لأن إجابة الدعاء إنما تكون بأن يريد الله جل ثناؤه، وأن يفعل ما يفعل إجابة مسألة الداعي، وفيما سأل ليس بأن يفعل ذلك بعد الدعاء فقط، ألا ترى أن سبيله ألا (¬1) يفعله إلا بدعاء (¬2) ، لعله أراد أن يفعله بلا دعاء أو قد فعله بعد دعاء الداعي على غير وجه الإجابة لدعائه غير (كان) (¬3) مجيب له فيما دعا، وإن كان قد فعل ما أراد الداعي بدعائه أن يفعله، وكذلك أيضا إن ما (¬4) يفعله بغير دعاء فقد صح أن يفعله على وجه الإجابة لدعاء الداعي، فإذا جاز أن يقال إن الله تبارك وتعالى يجيب الملائكة في دعائهم (للمؤمنين) (¬5) وأهل التوبة بالمغفرة ودخول الجنة؛ لأنه عز وجل يفعل (¬6) ذلك (مريدا له) (¬7) الإنعام على من يغفر له، والإنعام على الملائكة بإجابة دعائهم، ويدل على ذلك لو أن إنسانا عزم على صلة رجل وبره بمال يدفعه إليه، فبعث رجلا فسأله ذلك وهو لا يعلم عزمه ونيته، لجاز أن يقول: إني كنت قد عزمت على هذا وعملت عليه، وما كنت لأغفل وأعرض عنه، وأنا الآن أفعل ذلك ليجتمع لي أمران: أحدهما قضاء حق مسألتك، والأخرى قضاء (¬8) حق الرجل الذي سالت فيه، لكان بهذا القول محسنا مجملا وموجبا على السائل (شكرا) (¬9) عند أهل المعرفة والعقول، وهذا الذي يقوي عندي قول من يقول: إن الإجابة بموافقة الإرادة، ولا يشترط في ذلك شيئا من هذه الجملة . وقد اختلف (الناس) (¬10)
¬__________
(¬1) في (ج) أن لا.
(¬2) ساقطة من (أ) وموجودة في (ب) و (ج).
(¬3) لا توجد في (أ).
(¬4) "ما" لا توجد في (أ).
(¬5) ساقطة من (أ).
(¬6) "يفعل" ساقطة من (أ).
(¬7) من (ب) و (أ) من بداية و (ج): بداية / مريدا.
(¬8) في (ج) قضات.
(¬9) من (ج).
(¬10) من (ج)..
Página 88