278

باب في سؤر الهر اختلف الناس في سؤر الهر، فقال بعضهم: سؤره نجس كسؤر الكلب، وقال آخرون: سؤره طاهر، واحتج هؤلاء بما روي عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه كان يصغي الإناء إلى الهر ليشرب، وقال بعض مخالفينا: يغسل الإناء من ولوغ الهر مرة أو مرتين، وقال داود: الحيوانات كلها طاهرة إلا المشرك فإنه نجس عنده وسؤره طاهر معه، وقال الشافعي: سؤر الحيوانات كلها طاهرة إلا الكلب والخنزير، وقال أبو حنيفة: سؤر المشرك طاهر، وروي عن مالك في سؤر المشرك قولان أحدهما أنه نجس، والآخر أنه طاهر، وقال أبو حنيفة، سؤر المشرك طاهر وسؤر الكلب نجس، والمشرك عندي أنه كلب نجس من قبل أن الله تعالى سماه نجسا بقوله: { إنما المشركون نجس } (¬1) ، وسمى المشركين قردة وخنازير؟، وسمى الكافر كلبا، قال: { فمثله كمثل الكلب } ، وقال: { إن شر الدواب عند الله الذين كفروا فهم لا يؤمنون } (¬2) ، وقال عز وجل: { أولئك هم شر البرية } (¬3) ، فأخبر جل وتعالى: أنه لا أحد ممن خلق وبرأ أ نه أشر من الكافر، والله نستهديه لما يحبه ويرضيه.

¬__________

(¬1) التوبة: 28.

(¬2) الأنفال: 55.

(¬3) البينة: 6.

Página 278