وزعموا أنه كان جالسًا بفناء قصره بظاهر قباء، قافية الحياة، الذي يقول فيه موسى شهوات:
بالقَصْرِ قافية الحَيَاةِ لمن أتاهُ، وفوُقَ وائلْ
فطلع عليه عمه جعفر بن الزبير راكبًا على فرس كان له أيام عبد الله أبن الزبير، فسلم جعفر، فرد عليه حمزة ورحب به وقال: أنزل يا عم. قال: لا والله لا أنزل أو تقضى حاجتي. قال: وما حاجتي. قال: وما حاجتك؟ قال: لا أخبرك بها حتى تقول نغم. قال: فتغير وجه حمزة، ثم قال: نعم. قال جعفر: إني خرجت إليك من منزلي على فرسي هذا، والله ما أتمسك به إلا صبابة بذكر أبيك، كنت أحضر معه عليه القتال، قد عرفت ذلك، أسألك أن تقضي عن ألف دينار علي، وتأمر لي بجارية تخدمني وتخدم فرسي. فأسفر وجه حمزة، ودعا له بألف دينار، وبجارية رضيها جعفر فدفعها إليه. فأردف الجارية خلفه، وأخذ الألف فوضعها بين يديه، وأنصرف ولم ينزل. فقال عباد بن حمزة لأبيه حين ذهب جعفر: يا أبة، ما أشد ما شقت عليك مسألة جعفر، حتى عرفت التغيير في وجهك، ثم يا أبة، ما أشد ما شقت عليك مسألة جعفر، حتى عرفت التغيير في وجهك، ثم أسفر حين عرفت ما يطلب! قال: يا بني، ما ظننته إلا يسألني الربض والنجفة، ولو فعل ما رجع إلا بهما، وقد وهبتهما لك: فحازهما عباد في حياة أبيه، حتى مات وهما في يده، فقام عليه أخوته بنو حمزة، فخاصموه إلى عمر بن عبد العزيز وهو والي المدينة زمان عبد الملك بن مروان، فقضى بهما لعباد.
وكان عامر بن حمزة، وأمه أم ولد، من سَرَوات آل الزبير
1 / 55