طبرزد مطحون، فطرح منه على اللبن الذي في العس، وشرب وسقاني، ثم دعا بألف دينار فدفعها إلي، فذهبت بها إلى عبد الرحمن بن فطر، فقضى بها حاجته. ولم يلبث إلا يسيرًا حتى جاء عبد الرحمن المال الذي كان ينتظر، فبعثنى بألف دينار إلى حمزة، ودعا له. فجئته بها ودعوت له. فدعا بالبُخْتِيَّة فُحلِبت، وأمر بالطَّبَرْزَدِ فطرح على لبنها في العس، فشرب، وناولني فشربت، وأمر بكفتي ميزان، فأتى بهان فصدع الألف دينار فيهما. فلما الميزان قال لي: خذ خمس مئة، وأعطه خمس مئة، وقل له: إنا قوم لا نعود فيما خرج منا.
حدثنا الزبير قال، وحدثني يوسف بن عباس قال: أبتاع حمزة ابن عبد الله جملًا من أعرابي بخمسين دينارًا، فنقده ثمنه، فجعل الأعرابي ينظر إلى جَمله ويقول:
قد تَنِزعُ الحاجاتُ يا أمّ مالكٍ ... كرائِمَ من ربٍ بهنّ ضَنِينِ
فقال حمزة: خذ جَملك، والدنانير لك. فأنصرف بجَمله وبالدنانير.
حدثنا الزبير قال، وحدثني عمي مصعب بن عبد الله: أن حمزة
1 / 49