من يجدد لهذه الأمة أمر دينها؟ (١)
[تمهيد]:
أراد الله للإسلام أن يكون خاتمةَ الأديان والشرائع، وأن يكون لذلك دينًا عامًّا سائرَ البشرِ، وباقيًا على امتداد الدهر إرادةً دلت عليها نصوص القرآن، وأيدها متواترُ أفعالِ الرسول ﷺ مما لا يترك مجالًا للشك في نفس المتأمل. فلا جرم قدَّر الله للإسلام التأييدَ والتجديدَ اللَّذَينِ لا يكون الدوامُ في الموجودات إلا بهما.
فكما جَعَل في كل حيٍّ وسائلَ الدفاع عن كيانه - وهو ضربٌ من التأييد - وجعل له وسائلَ لإخلاف ما يضمحل من قوته بالتغذية ونحوها وهو التجديد، كذلك جعَلَ للإسلام حين أراد حياته. (٢) فالتأييدُ بعلمائه يذودون عنه ما يطرقه من التعاليم الغريبة عن مقاصده، حتى تبقى مقاصدُه سالمة واضحة، ومحجته بيضاء للسالكين لائحة، والتجديدُ بما نفحه من قائمين بدعوته، ناهضين بحجته، صياقل